Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Uncategorized

الدور الإيراني المشبوه في حرب غزة

الدور الإيراني المشبوه في حرب غزة

ایللاف – موسى أفشار:

يمکن اعتبار الحرب التي اندلعت في غزة في السابع من تشرين الأول/أکتوبر 2023 أحد أخطر الأحداث والتطورات النوعية في الألفية الثالثة بعد الحرب في أوکرانيا من حيث تهديدها للأمن والسلام العالميين. ولئن کانت معظم المواقف الإقليمية والدولية واضحة منها بصورة أو أخرى، لم نشهد موقفاً أكثر ضبابية وتخبطاً وتناقضاً باعثاً على الشبهة مثل موقف النظام الإيراني، خصوصاً لجهة تصريحات قادة النظام، التي تدل على أن ثمة الکثير من الأسرار المهمة يخفيها النظام في جعبته لجهة دوره في الحرب.

وإذا استعرضنا التصريحات التمويهية والضبابية والمتلاعبة بالألفاظ التي صدرت عن قادة النظام وتخبطها والتناقضات الواضحة فيها، نكتشف أن النظام كان يتشدد في إعلان عدم مسؤوليته عن اندلاع هذه الحرب، قائلاً إنَّ قرارها کان فلسطينياً بحتاً، وفي المقابل كان يؤكد العزم على فتح جبهات أخرى ما لم يتم وقف إطلاق النار!

في العشرين من تشرين الأول/نوفمبر، قال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في لقاء أسبوعي مع الصحفيين: “جماعات المقاومة في المنطقة لا تعمل بإمرة إيران لتتلقى الأوامر منها، كما أنَّ إيران ليس لديها مجموعات وكيلة في المنطقة لإعطاء الأوامر لها”. في اليوم ذاته، نقلت وکالة ايرنا عن قناة الميادين تصريحاً لمحسن رضائي، القائد السابق لقوات الحرس وأمین سر الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام: “في الأيام المقبلة، ستفتح جبهات حرب جديدة في غزة (…)، ويمكن لليمنيين إرسال 500 ألف مقاتل إلى فلسطين”. أما حسين سلامي، القائد العام لقوات الحرس التابعة للملالي، فقال في 21 تشرين الأول/نوفمبر، مشيراً إلى مخططات النظام من أجل السيطرة على المنطقة : “من غزة فلسطين إلى الضفة الغربية وإلى لبنان وإلى سوريا وإلى العراق وإلى اليمن وإلى أفغانستان وإيران، في كل مكان ترى نمطاً وفكراً وفكرة وقضية واحدة. هذه الوحدة هي إحدى أهم الإنجازات الأساسية التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة. (…) يمكنكم أن تروا بصمات الباسيج (القوات المليشيات التابعة لقوات الحرس) في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي شامات للدفاع عن النواميس المسلمين… اليوم النقطة المحورية للتطورات السياسية في هذه المنطقة هي النظام الإيراني… هذه التعبئة لها نطاق ومساحة عالمية… الباسيج في الميدان يغير المعادلات السياسية ويغير أحياناً الخريطة السياسية في العالم… ليس هناك نقطة توقف لهذا التفكير!”.

وعلى أثر احتجاز الحوثيين ممن يتبعون النظام ذاته سفينة جنوب البحر الأحمر، نقلت وکالة رويترز عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله: “لا تزال فصائل المقاومة تتمتع بقدرات كامنة”. بل والأنکى من ذلك أن رجل الدين أعرافي، ممثل خامنئي في محافظة يزد الإيرانية، قال بوضوح: “إيران هي المحرض والعامل الرئيسي في إشعال نار الحرب في فلسطين والمنطقة… إيران تعمل وفق القوانين الدولية وحقوق الإنسان وفي إطار قواعد صارمة وصحيحة متطابقة مع المعاهدات والاتفاقيات، على التحفيز لمواجهة الظلم، ولا نخشى من ذلك!”.

بعد کل هذه التصريحات المتناقضة والمليئة بالتخبط، فإنَّ مبتدئاً في التحليل السياسي يستشف بکل بساطة حقيقة تورط النظام الإيراني في هذه الحرب، وأنه لعب ويلعب دوراً أساسياً فيها. فهو إضافة إلى رفع ثقل الضغطين الداخلي والخارجي المسلط عليه من جراء الانتفاضة الأخيرة وتضعضع أوضاعه، يريد أن يرمي کرة النار المشتعلة في حضنه إلى أحضان المنطقة والعالم. ويجب هنا ألا ننسى تعقيدا الأوضاع الداخلية في إيران وتصاعد الرفض الشعبي، ذلك أن هدفه، ومن خلال تبعات وتداعيات ما قد ينجم عن حرب غزة، ليس التغطية على الوضع الداخلي، بل وحتى جعل العالم يتناساه تماماً!

زر الذهاب إلى الأعلى