طهران والبحث عن الابواب المفتوحة
صوت كوردستان – سعاد عزيز: ليس هناك من يمکن أن ينفي المساعي المحمومة التي تبذلها طهران من أجل البحث عن أبواب مفتوحة بوجهها في ظل الاوضاع الاکثر من صعبة التي تعاني منها بفعل العقوبات الامريکية المفروضة عليها والتي شملت القطاع النفطي الذي يعتمد عليه الاقتصاد الايراني کليا، ولکن وبسبب من السياسات والنهج المثير للشبهات التي إتبعتها طهران على مر العقود الاربعة الماضية، فإنه لم يعد هناك من يرغب بإبقاء بابه مفتوحا أمامها سوى لفترات قصيرة ومحددة بالشروط.
إقليميا، لم يبق سوى العراق الخاضع أساسا للنفوذ الايراني مع ملاحظة إن هناك ميل عراقي واضح يتجه لعدم السماح بأن يصبح العراق ضحية أو کبش فداء على ضريح السياسات الايرانية الخاطئة، الى جانب إن هناك ضغطا أمريکيا ـ أوربيا ملموسا بإتجاه عدم السماح لإيران بإستغلال نفوذها في العراق وإستخدامه کمنفذ للعبور من هذه المرحلة الحساسة أو تجاوزها.
الرئيس الايراني، عندما يعترف بأن مشکلة إيران في الوقت الحاضر “ترجع بشكل أساسي إلى الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية” مضيفا في نبرة يظهر العجز والتردد واضحا عليها: “لدى الحكومة حاليا مهمة صعبة لمواجهة مؤامرات الأعداء كي تستطيع مواجهة الضغوط الاقتصادية الكبيرة ضد الثورة الإسلامية”، وهو مايٶکد بأن خيارات حکومته لمواجهة الاوضاع والتصدي لها بالشکل والصورة المطلوبة تبدو ضئيلة وصعبة جدا ولاسيما عندما دعا معارضي الحكومة إلى توجيه اللوم والإدانة للولايات المتحدة، بدلا من إلقاء اللوم على الحكومة أو على النظام في إيران. وهو کلام لايمکن أبدا أن يکون مفيدا أو مٶثرا أو فعالا لمعالجة الازمة الاقتصادية الطاحنة لإيران.
ليس هناك مايمکن أن أن يدعو للتفاٶل والامل بشأن مستقبل المواجهة الامريکية ـ الايرانية التي إحتدمت منذ أن باشر الرئيس الامريکي دونالد ترامب بمهامه، إذ وکما يبدو فإن ترامب قد عود طهران على الانتقال من سئ الى الاسوأ، وإن عقد مٶتمر وارسو في 13 و14 من فبراير/شباط المقبل، يشکل هو الآخر مشکلة غير عادية للنظام الحاکم في إيران، خصوصا وإن الاوضاع الداخلية غير مطمأنة له بل وإن تصريحات ومواقف من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين قد صدرت بخطورة الاوضاع والتهديد المحدق بالنظام ولاسيما على أثر مايجري في فنزويلا.
الحديث عن إحتمالات التغيير في إيران وطرح موضوع البديل الممکن والمتوقع للنظام القائم، أکثر شئ يٶرق النظام ويصيبه بحالة من القلق والتوجس خصوصا وإن الغريم والند الاهم للنظام أي منظمة مجاهدي خلق تفرض نفسها کصاحبة الحظ الاکبر بهذا الصدد خصوصا وإنها قد لعبت دور المقارع والمواجه الاکبر للنظام طوال العقود الاربعة