Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

في رسالة تم تسريبها من سجن السجينة السياسية مريم اكبري: منعتم بيوت العزاء وتتحدثون عن شكاوى على الاعدامات

في رسالة تم تسريبها من سجن السجينة السياسية مريم اكبري: منعتم بيوت العزاء وتتحدثون عن شكاوى على الاعدامات

سمعت أن موسوي تبريزي أعلن عن أنه ” كان بإمكان عائلات مَن تم إعدامهم رفع دعوى قضائية، ولكنهم لم يفعلوا!”.

الکاتب – موقع المجلس:
ردت مريم اكبري منفرد المعتقلة السياسية الايرانية في سجن سمنان على تصريحات ادلى بها النائب العام الايراني الاسبق حسين موسوي التبريزي قال فيها ان عائلات السجناء السياسيين الذين تم اعدامهم عام 1988 لم تتقدم بشكاوي ليتم متابعتها.

وجاء في رسالة منفرد التي تم تسريبها من سجن سمنان “اسمح لي أن أذكِّرُك بأن عائلات ضحايا المجزرة لم يكن لديهم الحق حتى في إقامة مراسم العزاء” مشيرة الى القاء القبض على المشاركين في مراسم الحداد العائلية.

وتطرقت منفرد في رسالتها الى عدم تسليم جثث الضحايا لعائلاتهم، او اخبارها بمكان دفنهم، او وضع علامات على القبور.

وتساءلت “كيف لك أن تتحدث الآن عن رفع دعوى قضائية بعد مرور 3 عقود على المجزرة التي ارتكبتموها مع سبق الإصرار والترصد” مؤكدة انها تعرضت للسجن والتهديد والنفي بسبب تقدمها بشكوى ضد مجزرة السجناء السياسيين.

إعادة السجينة السياسية فاطمة مثنى إلى سجن إيفين رغم مرضها الخطير

صدور أحكام على ثلاث سجينات سياسيات بالسجن 12 عاما للتعاطف مع مجاهدي خلق ومصادرة ممتلكاتهن

وعن حملة التقاضي كتبت منفرد في رسالتها ان “عدم تنفيذ الشاه والسافاك للعدالة مهَّد الطريق أمام سلطة الملالي لتكرار هذا الأمر، بيد أننا عقدنا العزم على تحقيق العدالة في إيران إلى الأبد، وعلى الرغم من أن إدانة حميد نوري خطوة ليست بالهدف الكبير، إلا أنها خطوة إيجابية في هذا الاتجاه”.

واكدت ان المجزرة ما زالت مستمرة، مشددة على أن عمليات الإعدام وقتل أبناء الوطن الأبرياء تعد امتدادًا لتلك الإبادة الجماعية.

واضافت مريم اكبري في رسالتها بأن الجرائم التي ارتُكبت في أعوام 2009 و 2018 و 2019 تعد امتدادًا لمجزرة عام 1988.

وكان موسوي تبريزي قد برر عدم متابعة الشكاوى حول عمليات إعدام السجناء السياسيين عام 1988، بانه “في الأيام الأولى عندما تمت محاكمة السجناء السياسيين، كان بإمكان العائلات تقديم شكاوى، لكنهم لم يفعلوا ذلك وقتها” الامر الذي اثار استياء لدى ذوي الضحايا.

ويذكر أن التهمة الموجَّهة لمريم اكبري منفرد هي المحاربة بسبب انتمائها لمنظمة مجاهدي خلق ، وتقضي بسببها عقوبة السجن لمدة 15 عاما و كذلك التقاضي لدماء شقيقها وشقيقتها الشهيدين اللذين أُعدما في مجزرة عام 1988، وشقيقيها الآخرين اللذين أُعدما في عقد الثمانينيات.

النص الكامل لرسالة مريم أكبري منفرد

إن حرارة شهر تموز ( الشهر الذي تم مجزرة عام 1988) لا تزال تحرق قلوبنا ….

أسمع في الأخبار أن أبناء حميد نوري( احد جلاوزة نظام الملالي في مجزرة عام 1988 والمسجون حاليا في السويد) اشتكوا من أن والدهم يتعرض للتعذيب !

ياله من زمن عجيب! ….

إذ نجد فيه أن الشخص الذي صفَّ أحبائنا في طوابير، في تلك الأيام، واقتادهم إلى غرفة الإعدام هو شخص من الأشخاص الذين ربما شاهدوا اللحظات الأخيرة لعبدي، ومن المؤكد أنه اشتاط غضبًا؛ بسبب شجاعة وصموده، وربما قام بنفسه بكل ما يُكنُّ من حقد وضغينة بسحب كرسي الإعدام من أسفل قدمي ”عبدي“. والغريب أنه شخص مبتهج وسعيد ويفتخر بإعدام الآلاف من أمثال عبدي. شخصٌ جعل من السجن جحيمًا للسجناء السياسيين لكي يكسرهم حسبما يمليه عليه عقله المريض … إلخ.

وهو الآن في أفضل السجون، وسُمعتْ أقواله بكل عدالة وإنصاف، ويدَّعي أنه تعرَّض للتعذيب! وإذا كان هذا تعذيبًا، فماذا تقول عمَّا تعرَّضت له عائلات شهدائنا، والأمهات، وأمي ”كرجي“؟ فهذه مصائب لا يفعلها أي حيوان لحيوان آخر.

جلست في زاوية زنزانتي في الحرارة المحمومة، مستودعة نفسي لأحلام سنوات بعيدة، وأتذكر الأيام التي كنت فيها في عمر أطفالي، والطريق الذي اعتدت قطعته بمعية والدتي إلى سجن إيفين وسجن كوهردشت لزيارة ”عبدي“. وكانت هذه آخر زيارة قمنا بها لعبدي. وبعد مرور أشهر عديدة دون أن نسمع أي أخبار عن عبدي، أرسلوا لنا حقيبة تحوي ملابس ملطخة بالدماء جراء التعذيب …إلخ. وكانت والدتي تدخل غرفة مليئة بالصور، وتُغلق الباب، وتختلي بأبنائها الذين كانوا لا يزالون شبابًا في تلك الإطارات حتى لا نرى دموعها…إلخ. وأخذتها هذه الكراهية منّا إلى الأبد وهي في سن الـ 40، فهل يمكن حقًا للكلمات أن تصف هذا التعذيب؟

لقد عشنا عقدًا مروِّعًا، وعاصرنا الإله الجلاد في عقد الثمانينيات، ولهذا السبب نفكر في العدالة، ونتقاضى حتى لا تعيش الأجيال الإيرانية القادمة مثل هذه التجربة المروِّعة.

صحيح أن العدل أسمى من الحب، حتى أنه أسمى من حب أمومتي لأبنائي، ولأنني أحب أبنائي فقد انتفضت لتحقيق العدالة.

لا مفر من العدالة

إن عدم تنفيذ الشاه والسافاك للعدالة مهَّد الطريق أمام سلطة الملالي لتكرار هذا الأمر، بيد أننا عقدنا العزم على تحقيق العدالة في إيران إلى الأبد. وعلى الرغم من أن إدانة حميد نوري خطوة ليست بالهدف الكبير، إلا أنها خطوة إيجابية في هذا الاتجاه…إلخ.

إنني سعيدة لكسر الجمود الذي تنصَّل منّا لمدة 3 عقود، بدءًا من الحكومة وصولًا إلى المدَّعين الآخرين الذين كانوا يجادلون حول عدد الشهداء، إذ كانو جميعًا يسعون إلى التنصل منّا ومن آلامنا! بيد أننا تحمَّلنا آلامنا طوال هذه السنوات من أجل هذه اللحظة واللحظات الجميلة المبشِّرة بتحقيق العدالة ليس إلا.

سمعت أن موسوي تبريزي أعلن عن أنه ” كان بإمكان عائلات مَن تم إعدامهم رفع دعوى قضائية، ولكنهم لم يفعلوا!”.

“لعلك نسيت. فاسمح لي أن أذكِّرُك بأن عائلات ضحايا المجزرة لم يكن لديهم الحق حتى في إقامة مراسم العزاء، حيث أنكم بادرتم أثناء إقامة مراسم الحداد العائلية بالقبض عليهم وعلى جميع الضيوف، وزجيتم بهم في السجون. والأنكي من ذلك هو أنكم لم تبادروا بتسليم جثث الضحايا لعائلاتهم، ولم تخبروهم بمكان دفنهم، ولم تضعوا حتى علامات على القبور. فكيف لك أن تتحدث الآن عن رفع دعوى قضائية بعد مرور 3 عقود على المجزرة التي ارتكبتموها مع سبق الإصرار والترصد؟

لا مفر من العدالة…إلخ. لقد قطعت على نفسي عهدًا بألا أهدأ على الإطلاق حتى يتم تقديم جميع الآمرين بالمجزرة ومنفذيها وأعدموا أحبائنا إلى المحاكمة فردًا فردا.

إن جروحنا جديدة دائمًا، ولا تُنسى ما حيينا، ولا نشعر بأنه مر على هذه الجريمة المناهضة للإنسانية في حقنا 3 عقود ولا حتى 3 أيام! كما لو أن هذه الجريمة ارتُكبت في حقنا اليوم. ولا يزال حر شهر أغسطس يحرق قلوبنا حتى الآن، وتحلَّينا بالصبر والتزمنا الصمت طوال هذه السنوات العديدة. بيد أن يوم انتصار التقاضي سيكون مرهمًا لكل آلامنا … إلخ.

والمجزرة ما زالت مستمرة. إذ أن عمليات الإعدام وقتل أبناء الوطن الأبرياء تعتبر امتدادًا لهذه الإبادة الجماعية، والحقيقة هي أن الجرائم التي ارتُكبت في أعوام 2009 و 2018 و 2019 تعتبر امتدادًا لمجزرة عام 1988. والجدير بالذكر أن السعي والصمود للتقاضي على مجزرة عام 1988 هو عين النضال من أجل الحرية.

إن الدماء المتدفقة من الحمائم الملطخة أجنحتها بالدماء في ضوء التسلسل التاريخي للدماء الممتد من دماء الإمام الحسين ورفاقه في عاشوراء؛ تغلي وسيظل علمهم الأحمر مرفوعًا يرفرف في التاريخ.

لقد انتفضنا للتقاضي وسوف نُصِرُّ على تحقيق العدالة حتي لا تحزن أي عائلة بعد الآن.

وأفكر هذه الأيام في ذكرى أحبائي رقية وعبدي (عبدالرضا)، وكذلك في ذكرى عليرضا، وغلام رضا، إذ أنهم أحياء في داخلي ما حييت. ودائمًا ما أتذكرهم بابتسامة، ويبدو الأمر كما لو أنهم حرَّاسي في هذه الزنزانة.

وسينطلق فجر العدالة عبر الغيوم المظلمة والعاصفة، وسنشعر في ذلك اليوم بالحب من كل قلوبنا.

والنصر حليفنا

مريم أكبري منفرد – سجن سمنان الجهنمي – 6 تموز 2022

زر الذهاب إلى الأعلى