الأخبارالمعارضة الإيرانية

صحيفة “فورميكا” الايطالية – جوليو تيرزي وزير خارجية إيطاليا السابق: إن ثورة الشعب الإيراني بدأت بالنضال ضد نظام الملكية البهلوية المتوحش الفاسد

صحيفة “فورميكا” الايطالية - جوليو تيرزي وزير خارجية إيطاليا السابق: إن ثورة الشعب الإيراني بدأت بالنضال ضد نظام الملكية البهلوية المتوحش الفاسد

مقال بقلم السيناتور جوليو تيرزي، وزير الخارجية الإيطالي

السابق:

بدأت ثورة الشعب الإيراني بالنضال ضد نظام الملكية البهلوية المطلقة المتوحش الفاسد، واستمر النضال ضد ثيوقراطية خميني الأصولية التي زادت من معاناة الشعب الإيراني

ويعتبر ميثاق السيدة مريم رجوي ذات الـ 10 بنود رؤية كاملة لإيران المستقبل

لقد أطفق السيناتور جوليو ترتيزي، وزير خارجية إيطاليا السابق؛ على دراسة انتفاضة الشعب الإيراني للإطاحة بنظام الملالي، في مقال بعنوان “يوم واحد من الحرية للشعب الإيراني” في صحيفة “فورميكا” الايطالية. وفيما يلي نص المقال:

من المهم جدًا أن تقدم الحكومات الغربية والمشرعين الغربيين، دون مزيد من التأخير؛ أكبر دعم ممكن للشعب الإيراني في النضال من أجل إقامة إيران ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن السياسة، والنضال ضد الفاشية الدينية.

احتفل الإيطاليون في 25 أبريل بالتحرر من النازية الفاشية. ويجب أن يعني يوم التحرير يوم الأحداث التذكارية، والتوعية والالتزام بالتأكيد على قيم بلدنا. لقد ضحى العديد من الإيطاليين بحياتهم وحاربوا من أجل الحرية التي كانت القيمة الأساسية لتوحيد إيطاليا وعصر النهضة بأكمله. قيمةٌ مطلقةٌ في أوروبا خلال الحرب الباردة، أقرها البرلمان الأوروبي في مكافحة جميع أشكال الدكتاتورية. ويجب أن يشمل هذا الالتزام دعمًا ملموسًا لمَن حاربوا لمدة 4 عقود، وانتفضوا في السنوات الأخيرة للنضال ضد الثيوقراطية الوحشية في إيران بقدرة ونجاح متزايدين.

بدأت ثورة الشعب الإيراني ضد النظام الوحشي الفاسد لملكية الشاه محمد رضا بهلوي المطلقة. ثم أصبحت هذه الثورة ثورة ضد ثيوقراطية خميني الأصولية التي زادت من معاناة الشعب الإيراني، وحوَّلت إيران إلى أول دولة إرهابية في العالم.

والحقيقة هي أنه من غير الممكن تغيير حكومة الملالي مختلسي الأموال العامة ورواد الإبادات الجماعية؛ بشكل جذري إلا باتخاذ موقف حاسم والإنصاف الأحادي الجانب، والتاريخ الشخصي والجماعي للقادة السياسيين والمنظمات التي تمثل حقًا الشعب الإيراني ومكوناتها الثقافية والعرقية والدينية الغنية جدًا.

ومن المؤكد أن الوقت الراهن ليس بالوقت المناسب للتشجيع على أن تتصدر شخصيات غامضة أو مَن تصالحوا مع نظام الفاشية الدينية؛ للمشهد مرة أخرى، أو للمعاناة من التجارب المأساوية للغاية التي عاشها الشعب الإيراني في وقت سابق.

ومن بين هذه الخطط، نجد أنه جرت محاولات عديدة في السنوات الأخيرة، للتركيز على أن تكون الطبيعة الحقيقية للملالي الحاكمين وكذلك قمع الشعب الإيراني في دائرة الضوء، بدلاً من استهداف المصالح التجارية في جنة اقتصادية وهمية، بيد أنه تم تجاهل هذا الأمر بشكل مفرط. حيث لم يؤخذ في الاعتبار الدور المزعزع للاستقرار الذي يتبناه نظام هو المشجع على الإرهاب الدولي والداعم الرئيسي له في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

والدليل على ذلك هو أن القصة المفجعة لمهسا أميني، والقمع الدموي للاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، والاعتقالات الجماعية والتعذيب، وإعدام حتى القصر، وقتل المواطنين في شوارع المدن، وأخيراً حالات تسميم الطالبات بالغازات السامة في مدارس البنات؛ قد وضعوا الکثیرین فی الغرب، ولا سيما الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه؛ في وضع محرج في الأونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بدور قوات حرس نظام الملالي في كل هذه الجرائم.

إن انتفاضة الشعب الإيراني الشجاعة المستمرة منذ شهور، هي من ناحية ناجمة عن الوضع المتفجر للمجتمع؛ بسبب القهر والفقر والتمييز والفساد الحكومي، ومن ناحية أخرى؛ بسبب 4 عقود من المقاومة المنظمة في جميع أنحاء البلاد.

وفي هذا الصدد، من الواجب أن نتذكر أن أكثر من 30,000 سجين سياسي غالبيتهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية راحوا ضحية، حيث تم ارتكاب أبادة جماعية بوحشية في حقهم في مجزرة عام 1988. إبادةٌ جماعية ارتكبتها لجان الموت بأمر من خميني ضد جميع أعضاء مجاهدي خلق أو أنصارهم الذين ثبتوا على مواقفهم. وكان إبراهيم رئيسي، الرئيس الحالي لجمهورية النظام الإيراني من بين أعضاء لجنة الموت.

بيد أن هذه المجزرة لم تُنقص قيد أُنملة من عزيمة وإرادة أعضاء التحالف الديمقراطي، أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تم تأسيسه قبل 42 عامًا للإطاحة بنظام الملالي. وهذه هي المقاومة التي ترسي أسس التغييرات الديمقراطية في إيران.

والجدير بالذكر أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يلعب دوراً مصيرياً حاسمًا في توعية الرأي العام العالمي بالمخاطر التي يشكلها هذا النظام على المجتمع الدولي؛ بسبب البرنامج النووي السري الذي لا يزال قيد التطوير، وكذلك بسبب الانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان في إيران ودعم هذا النظام الفاشي للإرهاب على المستوى الدولي.

إن ميثاق السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية؛ ذات الـ 10 بنود، والذي تم الإعلان عنه قبل 20 عامًا، هو رؤية كاملة لإيران المستقبل، حيث يرمي إلى إجراء انتخابات حرة، والسماح بحرية الفكر والتعبير والتجمع، وإلغاء عقوبة الإعدام، وتحقيق المساواة بين النوعين الاجتماعيين، وفصل الدين عن السياسة، ومنح الحكم الذاتي للأقليات. وإذا دققتم النظر بعناية ستجدون أن وجود جنسيات مختلفة في البلاد، والتخلي عن الطاقة النووية؛ هي نفس القيم التي ندافع عنها في البلدان الديمقراطية.

وطالبت السيدة مريم رجوي، في مؤتمر صحفي عقدته مؤخراً “اللجنة الإيطالية للبرلمانيين من أجل إيران حرة”، في مجلس النواب؛ بإعادة التأكيد على هذه المبادئ غير القابلة للتفاوض من أجل إيران المستقبل، ودعت الحكومات الغربية إلى إعادة تقييم سياساتها بشكل جذري فيما يتعلق بإيران، وإعلان التضامن مع الشعب الإيراني.

هذه علامة إيجابية على البيان الذي وقَّع عليه غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي، وجزء كبير من البرلمانيين. وهذه هي الخطوة الأولى نحو التحول الحتمي في العلاقات مع نظام طهران، حيث أنها تنطوي على خطوات ملموسة، من قبيل إدراج قوات حرس نظام الملالي على القائمة السوداء للإرهاب، وإغلاق سفارات النظام الإيراني الداعمة للإرهابيين.

لذلك، من المهم جدًا أن تضمن الحكومات والمشرعون الغربيون دون مزيد من التأخير تقديم أكبر دعم ممكن للشعب الإيراني في نضاله من أجل إقامة إيران ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن السياسة، حتى نتمكن في القريب العاجل من الاحتفال مع الشعب الإيراني بيوم تحرير إيران من فاشية الملالي.

(موقع صحيفة “فورميكا” الايطالية – 25 أبريل 2023).

زر الذهاب إلى الأعلى