Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

لم تعد اللعبة تنفع کالسابق

لم تعد اللعبة تنفع کالسابق
يتسم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالکثير من الميزات التي تمنحه نوعا من الخصوصية

الحوار المتمدن-سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:

يتسم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالکثير من الميزات التي تمنحه نوعا من الخصوصية وتجعله منفردا من بين الانظمة الديکتاتورية القمعية المعادية لشعوبها، ولعل واحدا من أهم تلك الميزات مراهنة هذا النظام على العوامل الخارجية من أجل السيطرة على الاوضاع الداخلية أو حتى ترويضها، ويبدو إن هذا النظام وبعد أن قام بترسيخ نفوذه وهيمنته على العراق وحتى إنه قد تفاخر لمرات عديدة بذلك مٶکدا بأن لدوره التأثير الاکبر على ضمان الامن والاستقرار في العراق ومن دونه فإن الاوضاع لن تکون مستقرة وآمنة في العراق، ولکن وبعد الانتخابات التشريعية الاخيرة في العراق الهزيمة التي لحقت بالاطراف التابعة للنظام الايراني وعلى أثر العديد من الزيارات التي قام بها قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني للعراق والتي وکما أکد المراقبون السياسيون، لم تحقق أية نتائج تذکر، فإن النظام الايراني يبدو ولأول مرة ينتظر ماقد ستسفر عنه الاجتماعات واللقاءات السياسية بين الاطراف العراقية.
الانتظار الايراني الذي يمکن القول بأنه أکثر من مر، لايعني أبدا بأنه سيکون من دون أن يرافق ذلك تحرکات ونشاطات مريبة له، ولاسيما بعد صدور العديد من التصريحات العراقية التي أکدت رفضها للتدخلات الخارجية في مجريات المشهد السياسي العراقي الحالي والتي تشير وبشکل خاص لتدخلات النظام الايراني دون غيره لأنه وکما حدث في الانتخابات السابقة، فإن هذا النظام قد لعب دورا قبل وأثناء وبعد معظم الانتخابات التي جرت وعمل على ترتيبها وتوجيهها بما تتفق ودوره ونفوذه في العراق، غير إن هکذا دور وخصوصا بعد مقتل قاسم سليماني لم يعد ممکنا وإن هناك الکثير من المٶشرات التي تٶکد بأن قاآني قد فشل في أن يخلق له له دورا ومکانة ليس تضاهي بل وحتى تقترب من دور ومکانة سلفه.
النظام الايراني الذي سعى عبر وکلائه في العراق، ومن أجل السيطرة على الاحزاب والتنظيمات السياسية العراقية على إختلاف مشاربها وتوجهاتها الى إن هناك الى جانب الحکومة العراقية الفعلية، حکومة ظل تابعة له وهي أشبه ماتکون بالدولة العميقة التي لايمکن أبدا مواجهتها والوقوف بوجهها ومخالفة أوامرها، غير إن الرياح قد جرت بما لاتشتهي السفن الايراني فلم تتمکن کل تلك الحملات والجهود السياسية والامنية والفکرية المکثفـة من ضمان الشارع العراقي والسيطرة عليه وإن الانتخابات التشريعية العراقية الاخيرة قد کانت درسا بليغا ليس للأحزاب والميليشيات السائرة في فلك النظام الايراني والمٶتمرة بأمره بل وحتى للنظام الايراني نفسه الذي سيبقى في إنتظار أکثر من مر لکي تعود الامور والاوضاع في العراق الى ماکانت عليه إذ وکما يبدو واضحا فإنه لم تعد اللعبة تنفع کالسابق.

زر الذهاب إلى الأعلى