صوت العراق – محمد حسين المياحي:
إصرار الشعب الايراني على الاستمرار في إحتجاجاته المتواصلة وکذلك إستمرار نشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة وتحديهما للکثير من الظروف الصعبة والمعوقات وتمکنهما من القيام بتنفيذ عشرات العمليات ضد النظام الايراني في سائر أرجاء إيران، يدل على المستوى غير العادي الذي بلغه غضب وسخط الشعب الايراني على الاوضاع ورغبته الجامحة في العمل على تغييرها جذريا ووضع حد لها.
هذا الاصرار الاستثنائي الذي لفت أنظار العالم کله الى مايحدث حاليا في داخل إيران متزامنا مع ألاعيب ومخططات النظام المشبوهة ولاسيما إثارته للحرب في غزة، يدل على مدى إصرار الشعب على مواصلة المواجهة والصراع ضد النظام وعدم تمکن النظام من جعل الممارسات القمعية والاعدامات اسلوبا يردع الشعب عن مواجهته، وکما فشلت کافة محاولات الترهيب والترغيب التي إستخدمها نظام الشاه للحيلولة دون الثورة، فإن النظام الحالي يسعى وبنفس طريقة سلفه الدکتاتوري للسيطرة على الاحتجاجات ونشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة وتحجيمها قبل أن تصل الامور الى نقطة اللاعودة، غير إن هذا الشعب الذي أمضى 44 عاما تحت نير حکم نظام ولاية الفقيه الاستبدادي لم يجد من مناص في النهاية إلا الاصرار على إستمرار نضاله وعدم توقفه حتى إسقاط النظام.
سياسة الحديد والنار التي إعتمدها هذا النظام الاستبدادي کأساس للتعامل مع الشعب، لم تتمکن من إرعاب السعب وثنيه عن النضال والمواجهة من أجل الحرية والتغيير الجذري وإن إندلاع ثلاثة إنتفاضات شعبية في فترات متقاربة نسبيا على الرغم من کل تلك الممارسات القمعية والاعدامات، خصوصا إذا مالاحظنا الانتفاضة الاخيرة، فإن الذي يتم إستنتاجه من ذلك إن الشعب لن يقف مکتوف الايدي مهما فعل النظام ومهما مارس أنواع الممارسات القمعية والاعدامات الجماعية وسيمضي قدما في هذا الطريق حتى إسقاط النظام.
المحاولة المکشوفة التي قام بها النظام الايراني من خلال تنفيذه لمخطط إثارة الحرب في غزة، والذي کان کما يبدو أعلى مابخيل هذا النظام وأقوى مسعى من نوعه لوضع الشعب والمقاومة الايرانية في موقف ينأون بأنفسهم عن مواجهته والصراع ضده الى حين، لکن ذلك لم ينطل على الشعب والمقاومة الايرانية بدليل ليس إستمرار الاحتجاجات ونشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة بل وحتى تزايدها بصورة أکبر وهو الامر الذي جعل النظام في موقف ووضع لايحسد عليه أبدا ولعل تنفيذ 150 عملية ضد النظام بمناسبة الذکرى السنوية لإنتفاضة نوفمبر2019، لوحدها أکبر دليل على مانقول.