N. C. R. I : عندما يتسلط نظام إستبدادي قمعي يٶمن بقيم وأفکار قرووسطائية على شعب عريق صاحب حضارة تمتد لأکثر 2500 عام کالشعب الايراني، ويذيقه کل أنواع الدل والهوان ويوصله الى حالة يرثى لها ويقف عائقا بوجه تقدمه الانساني وتطوره الحضاري، فإن الدعوة لإسقاط هذا النظام وتحرير البلاد من براثنه، تعتبر دعوة ليست وطنية فقط بل وإنسانية وحضارية بإمتياز.
عندما دعت السيدة مريم رجوي، رئيس الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، الشباب الايرانيين الى النهوض لمواصلة الانتفاضة وتحرير إيران من احتلال الملالي مشيرة الى ان 17.5 مليون طالب إيراني يشكلون “نواة حركات قوية نابضة للنضال ضد نظام الاستبداد” مؤكدة ان الفقر والقمع قد ضاعف اعداد الطلاب المنتحرين والمدمنين على المخدرات. فإنها قد حددت الاسلوب والطريقة الانجع لمعالجة الحالة والاوضاع السلبية التي يعاني منها الشعب الايراني منذ أعوام طويلة، فقد کان هذا النظام ولايزال بمثابة سحابة سوداء وفترة مظلمة مرت على إيران ومن دون القضاء على هذا النظام وإسقاطه فإنه لايمکن للشعب الايراني أن ينعم بأي شئ إيجابي على وجه الاطلاق.
هذه الدعوة التي وجهتها السيدة رجوي للشباب الايراني بإعتبار الشباب في أي مکان بالعالم هم قوة التغيير الاساسية وهم رأس الحربة ضد الطغاة والمستبدين وأکبر وأقوى شريحة إجتماعية بإمکانها تحقيق الحرية وتهئ الارضية للتغيير الايجابي الذي يلبي أماني وطموحات الشعوب ويجتث کل أسباب وعوامل الظلم والاستبداد. خوف نظام الملالي من شريحة الطلاب لأنه يعلم إنهم من حملوا ويحملون هموم شعبهم ويعملون مابوسعهم من أجل إبدالها بفرح وسعادة وإن الهم الاکبر للشعب الايراني کان ولايزال ومنذ 40 عاما هو النظام الايراني بعينه ولذلك فإن دعوة السيدة رجوي من أجل تحرير إيران من الاستبداد والاتجار بالدين، إنما هي دعوة في محلها تماما.
النظام الايراني الذي يقوم بإستخدام الدين کوسيلة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، فإنه يقوم أيضا بتوظيفه کعامل أساسي في مواجهة معارضيه من أبناء الشعب الايراني وبشکل خاص من المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق حيث يقوم بقتلهم وفق القانون القرووسطائي المسمى بقانون المحاربة، وإن الشعب الايراني بمختلف شرائحه وطبقاته وأطيافه عانى ويعاني الامرين من القيم والمبادئ القرووسطائية التي يسعى هذا النظام الهمجي لفرضها على الشعب الايراني، وليس هناك من طرف تصدى وواجه النظام وأفکاره القرووسطائية هذه کما واجهتها وتواجهها المقاومة الايرانية بقيادة السيدة رجوي، بکل حزم وإصرار، وإن هذه الدعوة التي تأتي في ضوء أوضاع وتطورات غير مسبوقة لاتصب معظمها لصالح النظام الديکتاتوري، وفي ظل هکذا ظروف وأوضاع، تعتبر فرصة مثالية يجب الاستفادة منها.