صوت كوردستان – سعاد عزيز: تسعى طهران دائما خلال مواجهاتها مع البلدان الغربية عموما والولايات المتحدة الامريکية خصوص، للإعتماد على سياسة شد الاحزمة على البطون، والتي تحمل ويتحمل آثارها ونتائجها الشعب الايراني ولاسيما الطبقات المحرومة الفقيرة التي تشکل الاغلبية، وأکثر مايهم المنظومة الدينية الحاکمة في طهران هو أن تبقى رکائزه الاساسية نظير الحرس الثوري ووزارة المخابرات بشکل خاص، وبقية الاجهزة الامنية المشابهة بشکل عام سالمة وبعيدة عن إلحاق أية أضرار بها، فالاعتماد الاساسي على هذه الرکائز ولو مسها أي ضرر فإن ذلك سينعکس على النظام، وهو أمر أکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، وطالبت به به مرارا وتکرارا مٶکدة من إن وضع الحرس الثوري في قائمة الارهاب سيقلب الامور في طهران رأسا على عقب.
العقوبات الامريکية مع قساوتها ونوعيتها الاستثنائية التي لم تواجه طهران نظيرا لها من قبل، کان هناك مايساعد للوقوف النسبي والمحدود بوجهها لأن تلك الرکائز التي ذکرناها مازالت واقفة على قدميها وبإمکانها مواصلة نشاطاتها وتحرکاتها، لکن يبدو إن الصبر الامريکي على المنظومة الدينية الحاکمة في إيران بدأ ينفذ بعد أن بدأت تسعى لجعل العراق منطقة نفوذ إيرانية خالصة وإخراج الامريکيين منها وذلك عن طريق أذرعها في العراق من الميليشيات المسلحة التي باتت تدخل المجالات السياسية العراقية ولاسيما مجلس النواب لتشکل من هناك قوة ضغط مسيرة وموجهة من طهران، ولذلك فإن تحذير رؤساء لجان الشؤون الخارجية والامنية والعسكرية في الكونغرس الامريکي يوم الاثنين الماضي، من عواقب انسحاب القوات الاميركية من العراق، وإنه سيكون من الخطأ، عند هذه المرحلة الحرجة الانسحاب من العراق في وقت يسعى فيه البلد للحفاظ على سيادته ومن التهديدات الداخلية والخارجية وبناء ديمقراطية مزدهرة. کما جاء في بيان بهذا الصدد، هذا التحذير رافقه مايمکن وصفه بإتجاه صار يتبلور في وزارة الخارجية الامريکية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني بكامل تشكيلاته ومؤسساته كمنظمة إرهابية عالمية، بحسب مانقلت صحيفة نيويورك تايمز مضيفة بأن ذلك يأتي في إطار سلسلة جهود إدارة دونالد ترمب من أجل لجم السلوك الإيراني العدائي في المنطقة، والذي سيشمل تصنيف الميليشيات والجماعات العراقية الموالية لطهران.
هذه الخطوة فيما لو تم إتخاذها ستکون أکثر خطوة أمريکية حسما وتأثيرا على النظام في إيران خصوصا وإن دور وتأثير جهاز الحرس الثوري مزدوج من الناحيتين الداخلية والخارجية ولاسيما إذا ماعلمنا بأنه يهيمن على القسم الاعظم من الاقتصاد الايراني کما إنه يشرف على النشاطات والتدخلات الخارجية ودوره وتأثيره ممتد في کافة الوزارات الهامة نظير الخارجية والمخابرات، ولذلك فإن توجيه هکذا ضربة بتصنيفها ضمن قائمة المنظمات الارهابية وهي خطوة سوف تلقي ترحيبا وتإييدا من قبل بلدان منطقة الشرق الاوسط بعد کل الذي عانته من هذه المٶسسة بل وإن دول إقليمية وأخرى کبرى ستجد فيها الفرصة لتعزيز دور ونفوذها على حساب طهران التي صار دورها ليس يتراجع فقط وإنما يمضي نحو الافول!