Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

عن الاتفاقية الصينية ـ الايرانية

عن الاتفاقية الصينية ـ الايرانية

صوت کوردستان – سعاد عزيز:
ينظر البعض من المراقبين السياسيين الى الاتفاقية التجارية التي وقعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الصين تحت عنوان وثيقة تعاون مدتها 25 عاما، الى إنها آخر المحاولات الجادة التي يبذلها هذا النظام من أجل الالتفاف على العقوبات الامريکية والسعي في سبيل إنقاذ أحلامه وطموحاته النووية من التبدد والزوال، وهذه النظرة مبنية على إن النظام الايراني قد منح بموجب هذه الاتفاقية إمتيازات غير عادية للصين الى الحد الذي يجعل فيه من إيران کبقرة حلوب تمنح وتعطي أکثر مما تأخذ فە مقابل ذلك.

هذه الاتفاقية التي أثارت الکثير من الشکوك والتوجسات بشأنها من جراء عدم نشر السلطات الايرانية للنص الکامل لوثيقة التعاون وتفاصيلها، وهو مادفع بأوساط في النظام الى وصف الاتفاقية بأنها مشابهة لاتفاقية تركمانشاي. وتوضح مصادر أخرى أن الاتفاقية لا تحتوي على أي مادة مهمة لصالح النظام بل تقوم بمزاد النفط الإيراني الرخيص، لكن النظام يعتزم استخدامه كورقة رابحة تجاه الولايات المتحدة بللاتفاق النووي ومخرج له من العقوبات. کما أشرنا الى ذلك آنفا، ولعل إنشغال منتقدي هذه الاتفاقية في داخل وخارج إيران هو البنود المغلقة للاتفاق والتي يبدو إن النظام يمتنع عن نشرها لأنها ستفضح حقيقة أمره ومن کونه مستعد لأي شئ من أجل إنقاذ نفسه وتفادي سقوطه.

المرحلة الحساسة والحرجة التي يمر بها النظام الايراني حاليا والتي يواجه فيها أوضاعا صعبة ولايجد لديه أي مجال للمناورة واللعب ذلك إن خياراته تبدو معدومة، يجد نفسه کالمحاصر في زاوية حادة ولامخرج له منها إلا بأن يقدم تنازلات غير عادية على حساب إيران والشعب الايراني، وإن موقع إيكونوميست بتروليوم الذي سبق وإن أشار إلى وجود 5000 من قوات الأمن الصينية على الأراضي الإيرانية بموجب اتفاقية حماية المشاريع الصينية، حيث ذکرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الصين، مقابل مشاركتها في المشاريع الاقتصادية والعسكرية الإيرانية، ستشتري النفط الايراني لمدة 25 عاما بخصم خاص. وقد أضافت صحيفة “نيويورك تايمز” بنفس السياق بأنه و بموجب اتفاقية اقتصادية وأمنية شاملة، وافقت الصين على استثمار 400 مليار دولار في إيران على مدار 25 عاما، وفي المقابل تحصل على تدفق مستمر من النفط لاقتصادها المتنامي، غير إنه تجدر الإشارة على الفور إلى أنه في حين أن الخلاف الدولي حول البرنامج النووي للنظام الإيراني لم يتم حله، فمن غير الواضح كم من هذه الاتفاقية قابل للتنفيذ. وليس هناك من أي شك بأن النظام الايراني ومن أجل المحافظة على نفسه من الاخطار والتهديدات التي تحدق به ولکي يضمن بقائه وإستمراره فإنه وبموجب العديد من المٶشرات قد قدم تنازلات مخجلة للصين على حساب مصلحة الشعب الايراني الى الحد الذي وصفت فيه مصادر من المقاومة الايرانية”أهم وأکبر وأقوى معارضة للنظام” بأن هذه الاتفاقية بمثابة بيع للوطن، ولکن السٶال الذي يطرح نفسه هنا هو؛ إذا ماإفترضنا إن النظام الايراني قد أمن نفسه من المخاطر والتهديدات الامريکية وهو إحتمال غير موثقو به لأسباب عديدة، فإنه ليس هناك مايمکن أن يأمنه من تهديد الغضب الشعبي وإندلاع إنتفاضة عارمة بوجهه قد تحدد مصيره.

زر الذهاب إلى الأعلى