Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Uncategorized

وحشٌ طليقٌ

وحشٌ طليقٌ

ایلاف – مهدي عقبائي:

عندما يجد شخص نفسه مطاردًا بِجرائم فظيعة تُعرّضه للعقوبة القصوى، يسعى دون شك، طالما ظل مُلاحَقًا دون اعتقال أو محاسبة، لإيجاد سبيل للنجاة من مصيره الأسود.

عند إلقاء نظرة سريعة، ولا نقول متأنية، على ماضي النظام الايراني طوال الـ45 عاماً المنصرمة، فإننا نجد أنفسنا بالضرورة أمام أکثر من جريمة مروعة ارتكبها، بحيث لا يمکن تصنيفها ضمن قائمة الجرائم العادية، وإنما ضمن قائمة الجرائم المرتکبة بحق الانسانية، من إبادة وقتل وتشريد.

ليس الحديث فقط عن جرائم من قبيل مجزرة السجناء السياسيين التي طالت الآلاف منهم في عام 1988، ولاحتى ما طال 1500 من المنتفضين في عام 2019، ولا ما جرى للأهالي في العديد من المدن المنتفضة کما الحال في مدينة زاهدان قبل فترة قصيرة نسبياً، وإنما الحديث عن جرائم كبرى تم إرتکابها بحق شعوب المنطقة، وتشمل الإبادة والتشريد وهدم الأحياء وجرف البساتين وتغيير البنية الديموغرافية للمدن، کما حدث في العراق وفي سوريا وغيرهما، لکن الملفت للنظر والمثير للسخرية في نفس الوقت، إن هذا النظام الذي ارتکب مختلف أنواع الجرائم والمجازر، وقام بالتدخل في شؤون بلدان أخرى وأثار فيها الحروب والفتن والمشاکل والأزمات المختلفة، لم يخضع حتى الآن لأي عملية محاسبة، والأنکى من ذلك أنه لم يکف عن نهجه المدمر هذا، بل يواظب على الاستمرار فيه غير مكترث لکل أنواع القرارت الدولية التي أدانته وشجبت تصرفاته وجرائمه.

 

هذا النظام، وعندما شاهد مصير الأنظمة الدکتاتورية الأخرى وکيف انهارت وتمت محاسبة قادتها، وبدلاً من أن يلقى نفس المصير، وفي ظل التقاعس الدولي وعدم المبادرة لمحاسبة قادته وسوقهم للمحاکمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، فقد قام بمشاغلة العالم بخطط مشبوهة هدفها إطالة عمره من جهة وعدم إفساح المجال لمحاسبته، ولإشغال العالم وجعله يسعى من أجل التواصل معه وحثه على أجل تهدئة الأوضاع وإطفاء الحرائق التي أشعلها بنفسه، کما شاهدنا ونشاهد في بلدان المنطقة، إلى جانب تدخلاته السافرة فيها والحروب والفتن التي يثيرها وتصيده في مياهها العکرة، کما الحال اليوم بالنسبة إلى الحرب الدامية في غزة.

عند التمعن ملياً في ما يقوم به النظام الإيراني اليوم في المنطقة بشکل خاص، وما ارتكبه خلال العقود الثلاثة الأخيرة في العديد من بلدانها بشکل عام، فإننا نجد أنفسنا أمام مخطط واضح المعالم لهذا النظام، هدفه الأساسي إشغال المنطقة والعالم بمشاکل وحروب وأزمات يفتعلها هنا وهناك من أجل أن يصرف النظر عن القضية الأساسية، وهي محاسبته على ما اقترف من جرائم ومجازر طوال 45 عاماً المنصرمة. وإذا استمر مسلسل التغاضي عن محاسبة هذا النظام وعدم إثارة ملفات الجرائم والانتهاکات والمجازر المروعة التي يرتکبها، فإنه سيبقى کالوحش الطليق الذي لا يلوي على شيء، في زمن لم تعد تسمح أوضاع إيران والمنطقة والعالم بتحمل المزيد من تصرفاته الرعناء. فهل ستتم محاسبته ووضع حد نهائي له؟!

زر الذهاب إلى الأعلى