الأخبارالمعارضة الإيرانية

تنين من رأس واحد وليس سبعة رٶوس

تنين من رأس واحد وليس سبعة رٶوس

صوت العراق – محمد حسين المياحي:

يحرص المرشد الاعلى للنظام الايراني دائما وبصورة ملفتة للنظر، على تبرئة نفسه بشکل خاص والنظام بسکل عام من کل الامور والمسائل والاوضاع السلبية القائمة في البلاد، ويتهم يمنة ويسرة کل من يحلو ويروق له ولکن بشرط بقائه والنظام خارج حدور ونطاق المسٶولية.
خلال يوم العمال العالمي في الاول من أيار/مايو الجاري، سعى خامنئي کعادته لتعليق خطأ وعيب النظام المستفحل، أي الفساد على شماعة الحکومات المتتابعة والمسٶولين عندما قال:” منذ 20 عاما عن ضرورة الكفاح الشامل ضد تنين الفساد ذي الرؤوس السبعة”، وألقى اللوم على الحكومات والمسؤولين الذين قصروا في اتخاذ إجراءات منذ ذلك الحين. وتحدث بصورة ملفتة للنظر عن الثروة الطائلة، الوساطات والصفقات، السمسرات والرشوة والحصول على الثروات السهلة، وانتشار المحسوبية التي توفر الدخل السهل، ولم يغفل عن الاشارة الى عملاء الحكومة.
حديث خامنئي هذا ولاسيما عندما تحدث عن” تنين الفساد ذي الرؤوس السبعة”، ولاسيما عندما يقوم بالربط بين هذا التنين وبين الحکومات المتعاقبة والمسٶولين، فإنه يتحدث عن ذلك وکأن هذه الحکومات وهٶلاء المسٶولين قد نزلوا علب إيران من السماء أو تم فرضهم على إيران من الخارج! خامنئي يسعى وبحرص وحذاقة يغلب عليها الغباء المطبق من أجل التنصل عن مسٶوليته في ماقام به سرا وعلنا في سبيل فرض وتنصيب هذه الحکومات والمسٶولين، ونذکر هنا بشکل خاص بدعمه وتإييده المفرطين لکل من محمود أحمدي نجاد وابراهيم رئيسي، وهم غنيين عن التعريف من حيث رفض وکراهية الشعب لهما وتورطهما في الفساد، ونلفت النظر الى إنه وخلال عهد أحمدي نجاد إندلعت إنتفاضة 2009، أما خلال عهد رئيسي فقد إندلعت إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وهذا يکفي لدحض وتفنيد کافة مزاعم خامنئي من أجل التملص عن مسٶوليته ومسٶولية نظامه.
لکن الحقيقة الساطعة الاخرى التي تلسع ظهر خامنئي بسوطها، هي إن هذه الحکومات وهٶلاء المسٶولين، هم أساسا من إنتاج النظام نفسه وهم يمثلون النظام ويعبرون عنه وليسوا بغرباء عنه أو غير محسوبين عليه کما يحاول خامنئي أن يقول، ولاريب من إن خامنئي الذي سمعت أذنيه هتافات الشعب الايراني خلال إنتفاضة سبتمبر2022، بالموت له، ورفض الدکتاتوريتين الدينية والملکية على حد سواء، فإنه وعندما يسعى للصق تهمة الفساد بالحکومات والمسٶولين فإنه يريد التمويه على أصل وجوهر المشکلة والعقدة المستعصية التي يعاني منها الشعب الايراني والمرتبطة به وبالنظام، والحقيقة إننا لو أردنا أن نقوم بتشخيص الفساد ومعرفته على وجه التحديد، فإن الفساد أساسا هو النظام الذي يمتلك رأسا واحدا وليس سبعة رٶوس والرأس هذا هو خامنئي نفسه!

زر الذهاب إلى الأعلى