Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

هاجس السقوط

نظام ملالي طهران
فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن : هناك حالات من الذين يعانون من أمراض نفسية غير عادية وينظرون من خلالها للوسط المحيط بهم على إنه معادي لهم ويسعى من أجل القضاء عليهم، ولذلك فإن هٶلاء المرضى يقومون بمهاجمة کل من يقف أمامهم ظنا منهم إنه عدو لهم حتى وإن کان طبيبا أو مجموعة معالجة،

والنظام الايراني بإعتقادنا يمکن تصنيفه ضمن هذه الحالة المرضية فهو يعتبر الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم ضده ويسعون للقضاء عليه، ولأنه يعلم جيدا بأن المقاومة الايرانية وذراعها الضاربة مجاهدي خلق، وقفت بوجهه ورفضت ديکتاتوريته مع ملاحظة إن أي ديکتاتور هو مجرد مريض نفسي يحتاج لعلاج، ولأن نظام الملالي عرف ويعرف جيدا قوة وقدرة المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق الاستثنائية، ولکونها محبوبة من جانب الشعب ولها شعبيتها فإن النظام صار يرى في الشعب الايراني بمثابة مجاهدي خلق يسعى لإسقاطه والنيل منه!

نظام الملالي الذي يعيش هاجس السقوط لأنه لم يتمکن من إقصاء المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق والقضاء عليهما، کما فعل مع الآخرين ورأى بأم عينيه کيف تنتقل من نصر الى نصر ولاتشعر بکلل أو ملل من نضالها ضد النظام، فإن مخاوف النظام تتسارع وتتزايد مع کل نشاط أو تحرك تقوم به مجاهدي خلق.

إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، التي کانت ملحمة غير عادية خاضها الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ضد النظام الايراني والتي أثبتت له بأن الشعب والمقاومة الايرانية ليسوا ببعيدين عنه وبإمکانهم حسم أمرهم في الوقت المناسب، ولذلك فإن المساعي الحثيثة وغير العادية للنظام من أجل تقوية أجهزته القمعية منحه الاولولية، إنما هو من أجل جعلها مستعدة على أفضل مايکون من أجل مواجهة أي طارئ وخصوصا من جانب مجاهدي خلق.

لم تتمکن الممارسات القمعية الاستثنائية لنظام الملالي يوما من أن تثبط عزم وإصرار المقاومة الايرانية على مواصلة النضال من أجل تخليص الشعب من هذه الطغمة المتاجرة بالدين، بل وإنها قد ساهمت أيضا في جعل الشعب يزداد إيمانا ويقينا بضرورة وحتمية مواصلة النضال من أجل إسقاط النظام، وإن النظام الايراني يعلم جيدا بأنه يواجه خصما وندا قويا لايمکن أبدا من إقصائه والقضاء عليه، ولذلك فإن هاجس خوفه من السقوط يزداد ويتضاعف حتى يصبح النظام ومن فرط أوضاعه البائسة يصير في حالة نفسية أقرب ماتکون لشخصية”دون کيشوت”، فهو يخوض المواجهات في خياله المريض ويحدد نتائجها أيضا متناسيا بأن زمن تحديد النتائج من جانب الانظمة الديکتاتورية قد إنتهى للأبد وإن الشعب هي من تحدد النتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى