Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

منطق التسامح لأي عصر؟!

منطق التسامح لأي عصر؟!
ليس هناك من خصلة إنسانية محمودة الى أبعد حد کما هو الحال مع التسامح

بحزاني – منى سالم الجبوري:
ليس هناك من خصلة إنسانية محمودة الى أبعد حد کما هو الحال مع التسامح، إذ أن التسامح يسمو بالانسان ويرقى به الى مافوق الحقد والکراهية والانتقام ويجعله يفکر بالمستقبل الاجمل والانقى وليس بالماضي الاسود والمشوش، لکن من دون شك فإننا يجب هنا أن نتدارك بأن من يتسامح يجب أن يکون في مستوى إنساني و‌أخلاقي يمکنه من تجسيد هکذا خصلة تجاه من أساءوا وأضروا به.
بعد هذه المقدمة، لفت النظر کثيرا ما کان قد أعرب عنه المرشد الاعلى للنظام الايراني يوم 4 نوفمبر الجاري، وأعاد الى الاذهان مرة أخرى ماقد جرى في صيف عام 1988، عندما أقدم النظام الايراني وبموجب فتوى من الخميني بتنفيذ أحکام الاعدام بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، خامنئي من خلال ماأعرب عنه إشتکى ضمنيا من دور مجاهدي خلق ولاسيما في الانتفاضة الحالية حيث قال وهو يتحدث عن الانتفاضة المندلعة حاليا بوجه نظامه:” في هذه الجرائم الأخيرة، استغلت اليد الدموية للشيطان الأكبر مرة أخرى فرصة خلق كارثة جديدة على يد من تربوا على خطه في تنظيم مجاهدي خلق الذي سيعيد رسم جرائم ثمانينات القرن الماضي لأعضاء هذا التنظيم أمام أعين الناس. لكن الأمر المهم هو أن لا نكرر خطأ الثمانينات، أي إبداء التسامح والرأفة الإسلامية، إذ إنه حسب الإمام الراحل، فإن الرحمة على المحاربين هي سذاجة ومن الغباء إذا اعتقدنا أنه يمكن أن نكتسب المصداقية والكرامة من خلال التنازل ومساومة المخلين بالأمن القومي!”، تصوروا الرجل يتکلم عن إن النظام قد کان رٶوفا ومتسامحا مع مجاهدي خلق الى الحد الذي وصل مستوى رأفته وتسامحه أن قام بإعدام 30 ألفا منهم!!

الذي يثير السخرية والتهکم، هو إن خامنئي عندما يصف ماقد قام به النظام عام 1988، بحق مجاهدي خلق، بأنه تسامح ورأفة، ويٶکد على إنهم لن يکرروا ذلك، فإن السٶال هو؛ ترى هل سيقومون هذه المرة بإبادة الحرث والنسل أم ماذا يعني هذا الکلام الغريب جدا من نوعه، إذ أن مجزرة 1988، تعتبر جريمة إبادة بحق الانسانية من قبل العديد من المنظمات الحقوقية الدولية فعن أية رأفة وتسامح يتحدث خامنئي، والذي يلفت النظر أکثر هو إن خامنئي من خلال حديثه عن الرأفة والتسامح فإنه يجعل من ذلك مناسبة لممارسة المزيد والمزيد من الجرائم ضد الانسانية وهو يتصور إن اليوم کالبارحة وإنه سيقوم بما يحلو له متناسيا بأن الاوضاع والامور قد تغيرت وإن النظام يقف أساسا على شفا جرف هار قد يسقط فە أية لحظة!

زر الذهاب إلى الأعلى