بإنتظار البديل الحقيقي للنظام الايراني
الحوار المتمدن – سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
کثيرة ومختلفة الاعترافات المتتالية من جانب قادة النظام الايراني وأجهزته إعلامه بخصوص الدور والتأثير المتصاعد للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وقوتها الرئيسية منظمة مجاهدي خلق ومن إنها المحرك الاساسي وراء مختلف الاحداث والتطورات السياسية المناهضة للنظام، وحتى إن خامنئي بنفسه قد إتهم مجاهدي خلق بأنها وراء الانتفاضات الاربعة بوجه النظام وبصورة خاصة الاخيرة المندلعة منذ 16 سبتمبر ولازالت مستمرة، ومن دون شك فإن الاعتراف بقوة دور وتأثير المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق يأتي من إنها لم تترك ساحة المواجهة ضد النظام الديني المتطرف طوال ال43 عاما المنصرمة، وهذا ماجعلها تنتزع لنفسها صفة ومکانة البديل السياسي ـ الفکري للنظام.
وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق والتي صارت تنتشر في سائر أرجاء إيران لتحقق ماکان قد وعدت به المقاومة الايرانية بعد مغادرة سکان معسکر أشرف للعراق، بتأسيس ألف أشرف، والملاحظ إن هذا الامر وبقدر مايزرع الامل والتفاٶل والخير والتطلع للمستقبل في قلوب ونفوس أبناء الشعب الايراني، فإنه صار بمثابة کابوس مرعب للنظام لم يتمکن أبدا من إخفاء مدى خوفه ورعبه منها خصوصا وإن النظام وعلى الرغم من قيامه بإعتقال أعداد من وحدات المقاومة هذه، لکن ذلك لم يٶثر على نشاطاتها وعلى دورها إذ ظلت حريصة ومثابرة على بقاء دورها المحوري في ديمومة الانتفاضة وضمان إستمرارها حتى إسقاط النظام.
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي أخذت النظام الايراني على حين غرة ولاسيما بعد أن قادتها وبکل جدارة منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر أقوى خصم وند للنظام کما إن أوساطا سياسية وإعلامية دولية صارت تٶکد على کون هذه المنظمة بمثابة بديل سياسي جاهز للنظام، هذه الانتفاضة ودور وحدات المقاومة فيها، سببت وتسبب ليس الکثير من القلق وانما الذعر أيضا من ما قد ينجم عن هذه الانتفاضة في نهاية المطاف، خصوصا وإنها ترفع ليس فقط شعار إسقاط النظام الذي صار شعارا رئيسيا في هذه الانتفاضة بل وحتى إنها تٶکد عن رفضها للدکتاتورية تحت أي أسم أو غطاء کان، وإن مسار هذه الانتفاضة والتي صارت دائرتها تتسع بصورة ملفتة للنظر بحيث تعطي الکثير من الانطباع بأن إيران على مفترق طرق وإن الامور صارت تسير بسرعة غير عادية، ذلك إن النظام الايراني يجد نفسه أمام إمتداد فکري ـ سياسي لنشاط وصراع ضده بدأته المنظمة منذ بداية قيام هذا النظام خصوصا وإنها قد نجحت أيما نجاح في جعل قضية إسقاط النظام ليس هدفها الاساسي والرئيسي لوحدها فقط بل وحتى الهدف الاساسي والرئيسي للشعب الايراني برمته، وإن إستمرار هذه الانتفاضة وديموتها وعدم تمکن النظام من إخمادها وبإعتراف قادة النظام إنما هو بسبب من دور وتأثير المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق فيها ومن هنا فإننا عندما نقول بأن إيران اليوم باتت بإنتظار البديل الحقيقي لهذا النظام، فإنه ليس مجرد کلام وإنما أمر واقع لامحال منه.