Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

إنها کدوامة الامس!

إنها کدوامة الامس!
وإستمرت تلك الحالة کدوامة لم تتوقف إلا بإبتلاعها لنظام الشاه وجعله أثرا بعد عين!

بحزاني – محمد حسين المياحي:
لفت النظر کثيرا أن خطباء الجمعة في إيران والذين يتم تعيينهم من قبل المرشد الاعلى للنظام قد رکزوا خلال خطبهم يوم الجمعة المنصرم على الاحتجاجات الشعبية في البلاد على خلفية أزمة الغلاء وإرتفاع الاسعار، لکن الذي لفت النظر أکثر ولابد من أخذه بنظر الاعتبار والاهمية، هو إن خطباء الجمعة لم تکن خطبهم في صالح المحتجين الذين خرجوا بسبب حالة الفقر والجوع التي باتوا يعانون منها، وإنما کانت لصالح النظام ووضعت على قضية الاحتجاجات علامة إستفهام کبيرة بأن جرى الإيحاء بأن هذه الاحتجاجات من صنع الاعداء من خلف الحدود!

هذه الاحتجاجات التي خرجت في العديد من المحافظات والمدن، إنما جاءت بسبب رفع الاسعار من جانب حکومة رئيسي بوتائر غير عادية، وإننا لو ألقنا نظرة سريعة لوجدنا إن أهم الاسباب التي کانت ولاتزال وراء إندلاع الاحتجاجات، قد بدأت مع رفع سعر البنزين ومن بعده السلع الاساسية وصولا الى الخبز في عهد الحکومة الحاليـة التي کان خامنئي قد منى بها الشعب الايراني من إنها ستکون الحکومة التي ستحل کافة المشاکل وتحسن الاوضاع والامور.

عندما يبادر خطيب جمعة مشهد، علم الهدى، المقرب من خامنئي بأن:” عدو النظام توقع تكرار حادثة البنزين التي وقعت عام 2019، وسعى للفوضى في قضية الخبز الأهم من قضية البنزين، لكن الفوضى لم تحدث” ويقول حسيني، خطيب جمعة ياسوج من إن”العدو يخلق الفوضى وانعدام الأمن” ويشير لائيني، خطيب جمعة طبرستان الى” إيصال العدو البلد إلى نقطة الغليان وخلقه أعمال شغب وبلبلة” فيما قال عبادي، خطيب جمعة خراسان الجنوبي بأن”العدو في كمين ويمكنه أن يصنع مشاهد مرعبة وخطيرة للنظام”، بل إن بعض الخطباء قد ذهبوا أبعد من ذلك کما کان الحال مع نکونام، خطيب جمعة شهر کرد الذي تحدث”عن تلقي البعض السلاح ومهاجمتهم الحوزات الدينية وإضرامهم النار في قاعدة للباسيج” والى أن “التعامل مع هؤلاء لم يكن أمرا بسيطا، نظرا لتعقيدات عمل العدو”، فإن کل هذا الکلام ولأنه قد خرج من أفواه خطباء الجمعة والذي يعکس وجهة نظر المرشد الاعلى للنظام فإن ذلك يعني بأن النظام قد وضع هذه الاحتجاجات في خانة نظرية المٶامرة!

ماأشبه اليوم بالبارحة، ذلك إن مايقوله ويٶکده رجال الدين هٶلاء بالتشکيك بإحتجاجات يعتبرها القاصي قبل الداني بکونها مشروعة وعادلة، فإن ذلك يعيد الى الذاکرة الفترة الاخيرة التي سبقت نظام الشاه، عندما قام بتعيين الجنرال أزهاري کرئيس للوزراء في ديسمبر عام 1978، لکي يسيطر على الاوضاع المتأزمة فزعم إن الهتافات المنادية بالموت للشاه بأنها:” أصوات الصخب في ليالي طهران ليست حقيقية بل شريط صوتي”، غير إن الشعب الايراني قد ألقم أزهاري حجرا عندما خرج في اليوم التالي الى الشوارع والساحات وکرر الملايين منهم هتاف”الموت للشاه”، وإستمرت تلك الحالة کدوامة لم تتوقف إلا بإبتلاعها لنظام الشاه وجعله أثرا بعد عين!

زر الذهاب إلى الأعلى