الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
الطريقة والاسلوب القرووسطائي الذي يتعامل به نظام الملالي مع المرأة وحتى يصر عليه، هو في الحقيقة من أجل قطع دابر الانتفاضة والثورة ضده خصوصا وإنه يعلم جيدا الدور الکبير والبارز الذي قامت به المرأة الايرانية في إنجاح الثورة الايرانية من مراحلها الاولى وحتى نهايتها الظافرة، وهو لايريد أن يعاد هذا السيناريو ولذلك يسعى من أجل تکبيل النساء بقوانين وأنظمة لاإنسانية ولاتمت للعصر الحديث بصلة وجعلهن بمثابة سجينات بين أربعة جدران.
الجرائم والانتهاکات والتجاوزات المختلفة التي قام ويقوم بها نظام الملالي ضد المرأة الايرانية وإصراره على نهج معاداتها وکراهيتها والتقليل من شأنها والتقليل من شأنها وکرامتها وإعتبارها الانساني، قابله ويقابله موقف نسائي رافض بقوة لهذا النهج بل وإن النساء الايرانيات يناضلن ضده بکل إقتدار، وهن في نضالهن الانساني هذا لايتخلين عن نضالهن في الساحة الايرانية مع أخيها الرجل من أجل إسقاط هذا النظام والتأسيس لنظام يعبر عن کافة شرائح ومکونات الشعب الايراني وليس يصبح مجرد أداة لخدمة الطغمة الدينية المیسلطة وجلاوزتهم وعملائهم.
إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، حيث لعبت فيها النساء کعادتهن ودأبهن دورا مميزا أرعب الملالي وجعلهم يتخبطون ويدرکون بأن کل ماقد فعلوه من أجل ثني النساء عن نضالهن ودورهن الانساني الرائد من أجل مستقبل سياسي وإقتصادي و إجتماعي و فکري أفضل لإيران، قد ذهب أدراج الرياح، بل وإن الاحتجاجات الشعبية الدائرة في سائر أرجاء إيران والمتداعية عن الانتفاضة المذکورة، للنساء دور مشهود وبارز فيها، وإن إستمرار التحرکات الاحتجاجية ونشاطات معاقل الانتفاضة ضد النظام والتي تشارك فيها المرأة الايرانية بجدارة، تٶکد العزم على إسقاطه.
الدور النضالي المميز للنساء الايرانيات، والذي بات يشکل صداعا للملالي، ليس منقطعا أبدا عن الدور النضالي الکبير الذي تؤديه السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في قيادة نضال المرأة کقوة تغيير أساسية في رسم معالم إيران المستقبل حيث إن السيدة رجوي ترى بأنه ومن دون تصحيح المعادلة الانسانية وإعادة الاعتبار للدور الانساني للمرأة، فإن الامور لن تأخذ سياقها الصحيح ويظل هناك مايهدد المجتمع، ومن المهم جدا هنا ملاحظة إن إنتفاضة سبتمبر کانت ذات شرارة نسوية ثم تطورة الة إنتفاضة شعبية عامة، مما يٶکد مدى الترابط بين نضال المرأة وبين النضال العام الذي يخوضه الشعب من أجل الحرية وإسقاط النظام، وإن الاخير مهما بذل من جهود من أجل إقصاء دور المرأة وتحجيمها فإنه لن ينجح في مراميه اللاإنسانية ولاسيما وإن مايقوم به النظام من ظلم وإجحاف بحقها يزيد أکثر من عزمها وإصرارها على مواصلة نضالها ضد النظام حتى تحقيق الجمهورية الديمقراطية.