Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

التغيير في إيران المطلب الذي لامناص منه

التغيير في إيران المطلب الذي لامناص منه

الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

لئن کانت هناك معارضة إيرانية من مختلف المشارب والاتجاهات والاطياف، لکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بما يعبر عن تمثيله لمعظم أطياف وأعراق ومکونات الشعب الايراني الى جانب طرحه کبديل سياسي ـ فکري جاهز لنظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية وإمتلاکه لبرنامجه سياسي شامل لإيران مابعد سقوط هذا النظام وکذلك کونه يتمتع بديناميکية متميزة في تحرکاته ونشاطاته السياسية والاعلامية والفکرية ولدوره وحضوره المستمر على الصعيدين الداخلي والدولي، فإنه کان ولازال يشکل صداعا وأرقا مزمنا للنظام الايراني ينقلب أحيانا الى کابوس مرعب عندما تتناقل وسائل الاعلام الاقليمية والعالمية لنشاطاته وفعالياته المختلفة التي کان آخرها تجمع إيران الحرة2023 في باريس.
مراجعة الاعوام الماضية، حافل بسجل طويل عريض من الحملات المشبوهة التي قادها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المقاومة الايرانية في سبيل التشکيك بها والنيل من دورها وحضورها الدولي، خصوصا من خلال شبکة من الجواسيس والعملاء الذين تم إفتضاح عدد ملفت للنظر منهم، غير أن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو أمرين مهمين:
أولهما: النظام لايکف ولايتخلى أبدا عن محاولاته ومساعيه المشبوهة عبر حربه الخاصة ضد المقاومة الايرانية ويستمر فيها رغم الفشل والاخفاق الذي يحققه بهذا الصدد.
ثانيهما: المقاومة الايرانية متيقظة ونبهة على الدوام ازاء الحملات النفسية والسياسية و الامنية وغيرها التي يشنها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضدها وبشهادة الاعداء و بشهادة قادة النظام نفسهم فإنها ليس صمدت بوجه هذه الحرب وانما أيضا إنتقلت من اسلوب الدفاع الى الهجوم، خصوصا بعد إنتفاضات 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، و15 نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022، حيث شعر النظام بخطر کبير جدا بحيث دفعه الى حد إجراء تغيير تکتيکي في سياساته مع بلدان المنطقة والعالم من أجل الحد من الآثار والتداعيات السلبية التي نجمت عنها هذه الانتفاضات وبشکل خاص الاخيرة منها.
أهمية وجدية حرب طهران ضد المقاومة الايرانية يأتي من کونها کما أسلفنا تشکل وبإعتراف مختلف المراقبين والمحللين السياسيين، البديل الجاهز للنظام ومن إنها تحمل برنامجا سياسيا ـ إجتماعيا ــ إقتصاديا ـ فکريا شاملا للأوضاع في إيران، ومن هنا فإن النظام الايراني يصرف جل جهدها في مواجهة وکبح جماح الصعود والتألق لهذه المقاومة والسعي للحد من دورها ونشاطها، غير إنه وبعد الانتفاضة الاخيرة فقد صار واضحا بأن هذه المهمة قد صارت في حکم المستحيلة على النظام الذي تضعضعت قواعده وأرکانه لأن المنتفضين قد بادروا الى مهاجمة المقرات والمراکز الامنية والقمعية ناهيك عن إن إنتفاضة 16 سبتمبر کانت بحد ذاتها إعلانا شعبيا صريحا لرفض الفکر الديني المتطرف في التعامل مع المرأة، بالاضافة الى ترديد شعارات ضد النظام وضد خامنئي نفسه ويبدو واضحا بأن مطلب التغيير صار أکثر وضوحا في هذه الانتفاضة، وکل ماقد سردنا ذکره يثبت بأن التغيير قد صار مطلبا أساسيا لامناص منه أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى