المعارضة الإيرانية

النهاية التي لا هروب منها

مظاهرات لانصار منظمة مجاهدي خلق الايراينه في باريس
دنيا الوطن – فاتح المحمدي: يمتلك نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ماضي غير عادي في تعامله وتعاطيه مع الحالات والاوضاع الاستثنائيـة التي يجد نفسه خلالها في موقف صعب وخطير وقد يعاني من آثار نتائجه وتداعياته إذ لم يجد له حلا مناسبا، ومع إن النظام الايراني قد إعتمد اساليب مختلفة ترواحت في الترقيع واللف والدوران والقفز على الحقائق أو تشويهها وتحريفها وإستخدام الکذب والخداع وماإليه، لکنه وفي مواجهة الازمات الداخلية الحادة، ظل يفضل اسلوب الهروب الى الامام، ولأنه ظل يواظب على إستخدام هذا الاسلوب، فإن المشاکل والازمات الداخلية المختلفة قد تراکمت حتى جعلت مواصلة الحياة أمرا صعبا، وهو مايٶکده معظم الهاربين والمهاجرين من إيران.

المرحلة الجديدة التي دخلها النظام الايراني بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، ومانجم عنه من إحتجاجات شعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار منظمة مجاهدي خلق، وبعد فرض العقوبات الامريکية وتصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، فإن الظروف والاوضاع لم تعد مناسبة للنظام کي يمارس أساليبه القديمة التي دأب عليها للتهرب من مواجهة مشاکله وأزمات وبشکل اسلوب الهروب للأمام.
المرحلة الجديدة، أي الحالية التي يواجهها النظام، دخلت فيها المقاومة الايرانية وجناحها الرئيسي منظمة مجاهدي خلق کطرف أساسي وصار لها دور وحضور صار معروف للقاصي قبل الداني وأکثر شئ يلفت النظر هو إن القادة والمسٶولون الايرانيون بأنفسهم يعترفون وبکل صراحة بالدور الذي صارت المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق تلعبه ولعل الإعتراف الاخير لنائب الرئيس الايراني جهانغيري بتزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على القرارات التي تصدرها دول کبرى، إثبات عملي بأن المنظمة صارت تشکل صداعا وأرقا مزمنا للنظام.

أهمية دور المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق على النظام الايراني يأتي من حيث کونها قد قامت بفضح وکشف کافة الطرق والأساليب المخادعة والمراوغة التي يستخدمها ضد الشعب الايراني بشکل خاص وضد المجتمع الدولي بشکل عام وخصوصا عندما ينوي التهرب من إلتزاماته ومسٶولياته والالتفاف عليها، وقد صار وضع النظام لهذا السبب صعبا جدا إذ لم يعد بوسعه اللعب والمناورة کما کان يفعل خلال المراحل السابقة وبشکل خاص خلال عهد الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما، والجديد في الامر إن المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي تعمل بإتجاه دفع النظام الايراني من أجل الدخول في مواجهة مع نتائج وآثار أعماله وسياساته وعدم التهرب منها کما فعل طوال المراحل السابقة ومن الواضح جدا إن النظام ليس أبدا کما يزعم دائما من إنه مستعد لخوض کافة المواجهات وعلى مختلف الجبهات، فهو أضعف مايکون وستثبت الاشهر القليلة القادمة ذلك بوضوح.

زر الذهاب إلى الأعلى