Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

هل يرفضون التفاوض حقا؟

مثنى الجادرجي
كتابات – مثنى الجادرجي: التغيير الملفت للنظر الذي طرأ على موقف النظام الايراني من مرحب بالحرب ضد أمريکا وسائر إليه بلهفة الى مستجدي ومتهافت على الصلح والسلام وإرسال الوفود من أجل ذلك، قضية عادية ليس بالضرورة أن تکون بغريبة أو مفاجأة إذ طالما عودنا هذا النظام على تغيير مواقفه والقيام فعليا بأمر مناقض مع المواقف النظرية التي أطلقها سابقا، ولذلك فإن ماقد أعلنه عباس موسوي،

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الثلاثاء المنصرم،قوله: “نحن الآن لا نرى مجالا لأي مفاوضات مع أميركا”، فهذا الموقف الهزيل والمفضوح الذي يبدو متفقا مع المثل العراقي الدارج المشهور”مشتهي ومستحي”، يعمل من أجل تهيأة الاجواء لإنقلاب جذري في المواقف الرسمية للنظام والتملص منها.

عندما نستذکر الفترات التي سبقت توقيع الاتفاق النووي في تموز 2015، فإن هناك العديد من الامثلة المشابهة لهکذا موقف يهدف للمحافظة والابقاء على النظام أولا ومن ثم الامور الاخرى، ولاريب من إن هذا الانقلاب المفاجئ”لکن المتوقع دائما”في مواقف النظام الايراني، قد جاء لکي يسبق إجتماعات القمة الخليجية ويعمل مابوسعه من أجل إجهاضها أو الحد من دورها وتأثيراتها على عزلة النظام التي تزداد يوما بعد يوم.
النظام الايراني، وبحسب معظم الآراء ووجهات النظر السياسية من جانب المراقبين والمحللين السياسيين، ليس في وضع يسمح له بفرض شروطه وإملاءاته وإنما هو في موقف أضعف وأدنى من ذلك بکثير، والدليل هو تغيير لهجته عنترية المفتعلة فجأة وإرساله الوفود لبلدان عديدة من أجل التوسط لإنقاذه من ورطته ومأزقه، فالنظام لايرفض التفاوض أبدا إذا کان في موقف ضعف وإنما يحاول بذل المستحيل من أجل إشتراط ضمان إستمراره وبقائه لکي يدخل بعدها المفاوضات فکل شئ يهون بعدها وهذا النظام مستعد لکي يبيع ويضحي مافي أمامه وورائه بشرط أن يبقى في الحکم.

الاوضاع الداخلية الصعبة جدا والتي تنذر بالانفجار الکبير في أية لحظة خصوصا مع تزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في دفع الاحداث والتطورات ورسم مساراتها بإعتراف قادة النظام الايراني، تجعل موقف هذا النظام ضعيفا جدا أمام الضغوط الخارجية، لکن يبدو أن واشنطن قد إفتهمت أخطائها السابقة الشنيعة في طرق واساليب التعامل مع هذا النظام والتي وفرت له أسباب البقاء والاستمرار والتمادي، ولذلك فإنه وعلى الارجح لايمکن لواشنطن أن تکرر أخطائها السابقة وتتصرف بطريقة عقلانية ومنطقية مع هذا النظام ولاتوفر له المساحة اللازمة لکي يعود متغولا على شعبه والمنطقة والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى