المعارضة الإيرانية

النظرية الفاشلة

علي خامنئي ولي فقيه ملالي طهران
دنيا الوطن – کوثر العزاوي: تأريخ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الحافل بخصوص إتباع الممارسات القمعية التعسفية ضد الشعب الايراني وقواه الوطنية التحررية، حيث کان طوال العقود الاربعة المنصرمة يدس السم بالعسل من أجل خداع الشعب وقوى سياسية إيرانية، وللأسف البالغ فقد إنطلت لعبة النظام هذه على العديد من القوى والاطراف السياسية الايرانية لتقودها في نهاية المطاف الى مصير الانزواء والتلاشي بعد أن قام النظام بالقضاء عليها بمختلف وسائله واساليبه الملتوية،

لکن منظمة مجاهدي خلق التي سبق لها وان خاضت تجربة نضالية مريرة ضد النظام الملکي وساهمت في القسط الاوفر من إسقاطه، لم تنطلي عليها لعبة هذا النظام وانما وقفت ضده وکانت متسلحة بالوعي الکامل لمخطط النظام وهو يحاول فرض نظرية ولاية الفقيه على الشعب الايراني وکما هو واضح فإن کل مايجري الان في إيران والمنطقة هو بسبب هذه النظرية الاستبدادية القمعية.

نظرية ولاية الفقيه التي عارضتها ووقفت ضدها منظمة مجاهدي خلق منذ الايام الاولى، تبين وتثبت وکما أکدت المنظمة في بياناتها وأدبياتها المختلفة، انها مخطط مشبوه يساهم وبشکل واضح في زعزعة السلام والامن و الاستقرار في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بمسألة مايسمى بتصدير الثورة وهو في الاساس تصدير الارهاب والتطرف للشعوب والدول الاخرى، وأن المنظمة التي حذرت طوال العقود الاربعة الماضية من مغبة تأسيس هذا النظام لأحزاب وميليشيات مسلحة تابعة له في المنطقة، مصرة على أن ذلك سيمهد لتدخل هذا النظام وبشکل سافر في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ولأن منظمة مجاهدي خلق أساسا منظمة تحررية تؤمن بحرية الشعوب والتعايش فيما بينها، فإنها رفضت وبشکل قاطع تدخل هذا النظام في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة کانت.

اليوم، ونحن نشهد الاوضاع القلقة والمضطربة في کل من العراق ولبنان وسوريا واليمن حيث إن السبب والعامل الباشر الذي يربط فيما بينها هو تدخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه البلدان وإقامة قواعد ومرتکزات له عبر تنظيمات ومؤسسات و أفراد وصيغ أخرى مع إنه يزعم کذبا وبهتانا من إنه ينوي مساعدة شعوب هذه الدول، وان هذا النظام الذي جند کافة إمکانياته و طاقاته من أجل ضمان إستمرار دوره وتدخلاته في بلدان المنطقة، تؤکد تقارير مختلفة بأن النتائج والتداعيات السلبية لسياسته هذه، قد باتت تظهر واضحة على مختلف الاصعدة خصوصا من حيث تفشي الفقر والمجاعة وإضطرار قادة ومسٶولي النظام للإعتراف بذلك، خصوصا وإن الشعب الايراني الذي يعاني من اللمراست القمعية ضده ومن تصاعد حملات الاعدامات فإن تزايد وخامة أوضاعه المعيشية الى جانب کل ذلك القمع ولاسيما وإن الاوضاع الاقتصادية للنظام وبسبب من العقوبات الامريکية المفروضة عليه وبسبب إهداره لثروات الشعب الايراني في مجالات لاتنفع الشعب الايراني، بحيث وضعت الشعب في وضع قد ينفجر کالبرکان في أية لحظة بوجه النظام، والحقيقة إن مراجعة إجمالية لکل الذي جرى وحدث بعد أن صارت نظرية ولاية الفقيه أساسا للحکم في إيران، يظهر بأن الامور والاوضاع وطوال العقود الاربعة الماضية تسير من سئ الى الاسوأ وهو مايثبت وبکل وضوح فشل نظرية ولاية الفقيه وإنه قد آن الاوان للتخلص منها ومن النظام الذي يطبقها!

زر الذهاب إلى الأعلى