النظام الايراني والانتفاضتان العراقية واللبنانية
صوت کوردستان – سعاد عزيز: مع عدم تمکن نظام الملالي وأذرعه في کل من العراق ولبنان على حسم موضوع الانتفاضتين المدلعتين في هذين البلدين فإنه لابد من الإشارة الى أن هاتان الانتفاضتان الشعبيتان قد أثارتا إنتباه العديد من الاوساط السياسية والاعلامية في المنطقة والعالم ولفتتا الانظار إليها بقوة ولازالتا يتم تناولها بالعرض والدراسة والتحليل من أکثر من جانب خصوصا وإن إنتفاضة 15 تشرين الثاني2019، قد تزامنت معهما مما إکتسبتا المزيد من القوة والمناعة
أهمية الانتفاضتين تأتي من کونهما قد إندلعتا في ظل أحداث وتطورات إستثنائية تمر بها المنطقة ذلك إنهما بالاضافة الى عامل المفاجأة في إندلاعهما والذي أثار الکثير من الذهول، فإنهما ومن خلال السياق الذي تسيران فيه يمکن إعتبارهما کمقياس ومعيار في الحکم على العديد من المسائل والقضايا.
ولو وضعنا الانتفاضتين تحت مجهر البحث والتحليل فإننا نجد أنفسنا أمام حقائق غير عادية وذلك للأسباب والعوامل التالية:
ـ إنهما حدثتا في بلدين يعتمد النظام الايراني على أذرعه فيهما وبشکل خاص العراق والاهم من ذلك إنها تضم الطيف والمکون الشيعي بصورة إستثنائية.
ـ الانتفاضتان تناغمت مع إنتفاضة الشعب الايراني في 15 تشرين الثاني 2019، وکأنها رسالة تإييد واضحة للشعبين اللبناني والعراقي بحيث يظهر النظام معزولا وإن شعوب البلدان الثلاثة ترفضه وتقف ضده.
ـ إنهما أعلنتا رفضهما الصريح للتدخلات وللدور المشبوه لنظام الايراني في العراق و لبنان.
ـ إن إندلاعهما جاء في وقت يواجه فيه النظام الايراني أوضاعا صعبة وحساسة سواء على الصعيد الخارجي أم الداخلي.
ـ الانتفاضتان إندلعتا في وقت يتصاعد فيه دور منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية داخليا وإقليميا ودوليا و تزداد حرکة الاحتجاجات داخل إيران بصورة ملفتة للنظر.
في ضوء تلك المعطيات، ليس من الغريب على نظام الملالي أن يبادر الى تحرکات ونشاطات إستثنائية من أجل العمل على إجهاض تلك الانتفاضتين او تحريفهما عن مسارهما وإتجاههما المعادي للنفوذ والهيمنة لنظام الفاشية الدينية في المنطقة، ومن دون أي شك فإن نظام الملالي مضطر رغم عنه لکي يبادر لهکذا محاولات لإنه يعلم جيدا بإن الانتفاضتان تٶسسان لمسار جديد في المنطقة يرسم تقاطعا بين الشيعة العرب خصوصا وشعوب المنطقة عموما، وبين أطروحة نظام ولاية الفقيه في إيران، حيث يظهر واضحا بأن شعوب المنطقة عموما وشعبي العراق ولبنان خصوصا صارا يرفضان وبصورة مکشوفة لاغبار عليها نظام ولاية الفقيه الى جانب إن الشعب الايراني نفسه قد أعلن في إنتفاضته الاخيرة وقبلها في إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، ليس عن رفضه لهذا النظام وإنما عزمه وتصميمه أيضا على أسقاطه.