Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

عن الاتفاق الايراني الصيني

سعاد عزيز
صوت کوردستان – سعاد عزيز: لايبدو أبدا إن صدام حسين أو معمر القذافي أو أي ديکتاتور آخر في العصر الحديث قد وصل الى درجة ومستوى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث العمل من أجل المحافظة على النظام وضمان بقائه وإستمراره، فقد أثبتت الاحداث والتطورات بأن هذا النظام مستعد حتى للتعاون مع الشيطان من أجل البقاء ودرأ خطر السقوط عنه، الى الحد الذي يمکن أن نقول بأنه ليس لهذا النظام من خطوط حمراء کما هو متعارف عليه مع معظم الانظمة السياسية في العالم.

إستقدام الروس من أجل التدخل في سوريا بعد أن وجد النظام الايراني من إنه سيغرق في الوحل السوري وإن النظام السوري في طريقه للسقوط، خطوة کشفت بأن هذا النظام يهمه تحقيق غايته وهدفه وليس مهما الوسيلة والطريقة التي يستخدمها من أجل ذلك، مع ملاحظة إن دور النظام الايراني في سوريا بعد إستقدام الروس صار ثانويا وحتى يمکن القول من إن قد بات على الحافة وقد يلقى به خارجا في أية لحظة. التعاون مع روسيا لم يکن أمرا مهما وملفتا للنظر وحساسا في قبالة الاتفاق الايراني ـ الصيني والذي يبدو إنه وبعد عاصفة الانتقادات المتباينة التي واجهته داخليا وخارجيا، فإن الايام باتت تکشف المزيد من الجوانب المظلمة والسوداء فيه وتثبت حقيقة إنه ليس فقط إتفاق في غير صالح الشعب الايراني بل وەحتى إنه بمثابة طعنة في ظهره!

الاتفاق الذي أبرمه النظام مع الصين وعمل مافي وسعه من أجل الإيحاء بأنه إتفاق في صالح إيران والشعب الايراني، لکنه وبعد تسريب بعض بنوده، إتضح بأنه عبارن عن صفقة تصب في خطها العام في صالح الصين وهذا ماأثار غضب الشعب والمعارضة الايرانية بإتهامهم النظام من إنه يبيع إيران من أجل ضمان بقائه وإستمراره غير إن الجديد في هذا الاتفاق المشبوه والمثير للجدل هو ماقد کشف عنه سيمون واتكينز، الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية والمالية الذي كشف لأول مرة عن تفاصيل الاتفاقية الإيرانية الصينية لمدة 25 عاما، عن جوانب أخرى من الاتفاقية في مقاله الأخير على موقع أويل برايس.

واتکينز الذي کشف الى أي حد قد ذهب النظام الايراني من حيث تمسکه بالسلطة ومعاداته للتطلعات المشروعة للشعب الايراني من أجل الحرية عندما أورد في جانب من مقاله آنف الذکر:” بالتزامن مع المرحلة التالية من الصفقة بين طهران وبكين، والتي ستركز على الانتشار الواسع لمنشآت التجسس والحرب الإلكترونية الصينية، خاصة بالقرب من ميناء جابهار، وتنفيذ خطة رقابة ومراقبة شاملة للشعب الإيراني. سيبدأ التحكم والمراقبة في الصين في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر بتركيب حوالي 10 ملايين كاميرا CCTV في سبع مدن مكتظة بالسكان في إيران وحوالي 5 ملايين كاميرا CCTV في 21 مدينة أخرى في إيران، سيتم توصيلها جميعًا مباشرة بأنظمة المراقبة الحكومية الصينية الرئيسية. إنه يمكّن بكين من التحكم في سلوك الأفراد بعد جيل من خلال الجمع بين بيانات المراقبة والرصد وكذلك البيانات المسجلة على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية.”، وهذا يعني بأن النظام الايراني يسعى من أجل جعل إيران کسجن للشعب الايراني وإنه يصر على فرض نفسه الى الابد على هذا الشعب، ومن دون شك فإن إقدام هذا النظام على إبرام هذا الاتفاق يعني إنه صار يعجز عن مواجهة الرفض الشعب العارم له وکذلك نشاطات المعارضة الايرانية الفعالة والمتمثلة في المقاومة الايرانية وقوتها الفعالة منظمة مجاهدي خلق خصوصا بعد تشکيل معاقل الانتفاضة التي صارت تشکل کابوسا له، وهذه الخطوة بجعل الشعب کله مراقبا قد تکون من شأنها منح النظام شيئا من الطمأنينة والراحة لکنها طمأنينة وراحة وهمية لأن أساس وأصل المشکلة في إيران باقية وإن الشعب إذا إنتفض وثار فإنه لايأبه لا لکاميرات المراقبة ولا للقوات القمعية والاجراءات الامنية!

زر الذهاب إلى الأعلى