المقاومة الايرانية تواجه النظام دوليا

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لم تعد ساحة المواجهة والصراع بين النظام الديني المتزمت القائم في إيران وبين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية منحصرة بداخل إيران، بل إن الصراع إمتد للخارج أيضا وعلى الصعيد الدولي، ذلك إن هذا النظام قد دأب على إستغلال وتوظيف العامل الدولي لصالحه من أجل بقائه وإستمرار حکمه الاستبدادي القمعي، ولاسيما بعد أن موه على العالم بکذبة الاعتدال والاصلاح، ولذلك فإن المقاومة الايرانية من جانبها قد صممت على عدم السماح للنظام بإستغلال الساحة الدولية وجعلها حکرا عليه.
تمکن المقاومة الايرانية خلال الاعوام الماضية من تحقيق العديد من الانتصارات السياسية والقضائية على النظام الايراني بدءا من تحقيق الانتصار القضائي على النظام بإخراج منظمة مجاهدي خلق من القائمة السوداء ومرورا بنجاح عمية الانتقال السلمي لسکان أشرف من العراق الى ألبانيا وکذلك إصدار الاحکام القضائية ضد الدبلوماسي الارهابي أسدي وزمرته وکذلك ضد الجلاد حميد نوري معاون المدعي العام في سجن جوهردشت أثناء مجزرة صيف 1988، وإنتهاءا بتحشيد الدعم والتإييد الدولي لإنتفاضة الشعب الايراني الحالية ضد النظام، کل هذا جعل من المقاومة الايرانية تبرز کقوة سياسية بإمکانها مواجهة النظام وعدم السماح له بإستغلال الساحة الدولية لصالحه.
في إشارة للدور الفعال للمقاومة الايرانية بخصوص تحشيد التإييد والدعم الدولي لصالح الشعب الايراني وإنتفاضته الشجاعة يمکن لفت الانظار الى المٶتمر الاخير الذي تم عقده في قاعة كينيدي بمجلس الشيوخ الأمريكي بواشنطن، في يوم الثامن من ديسمبر الجاري، بحضور مجموعة من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين والشخصيات الأمريكية وکان المٶتمر تحت عنوان”وقوف مجلس الشيوخ الأمريكي بجانب انتفاضة الشعب الإيراني لإقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة”، وقد شارك في هذا المؤتمر 40 مستشارا لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وممثلو السفارات الأجنبية في واشنطن ومراسلون إعلاميون دوليون.
هذا المٶتمر الذي إنعقد في وقت شاهدت فيه وسائل الاعلام الدولية التي تابعت هذا المٶتمر معرض صور شهداء الانتفاضة الإيرانية، والذي أقامه الإيرانيون الأحرار في الساحة الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي. هذا المٶتمر وهذا المعرض عملا على جعل العالم على إطلاع بما يجري من جرائم من قبل النظام بحق الشعب الايراني وضرورة التصدي له ولاسيما وإن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد قالت في رسالتها الموجهة للمٶتمر:” لقد حان الوقت لكي يعترف مجلس الشيوخ الأمريكي بنضال الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام وبالحق المشروع للشباب الإيراني في محاربة حرس الملالي. هذه نقطة تدخل في صميم ما تدور حوله الانتفاضة الحالية، وهي إرادة الشعب في إيران لإسقاط هذا النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية جديدة، تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والاقتراع العام، واحترام الفرد والحقوق المدنية لجميع المواطنين وسيادة القانون والحرية.” وشددت في جانب آخر من رسالتها أن “شعبنا يدفع بالدم ثمن محاربة نظام سئم منه العالم. لماذا لا تتخذ الحكومات والمؤسسات الدولية أي خطوات سوى إصدار بيانات غير فعالة؟ تتوقع المقاومة الإيرانية أن يقود مجلس الشيوخ الأمريكي مبادرة لطرد النظام من منظمة اليونيسف. لقد حان الوقت للولايات المتحدة وحلفائها في مجموعة 5 + 1، فرض جميع قرارات مجلس الأمن الدولي ضد النظام وإعادة العقوبات دون تأخير، بدلا من مواصلة المفاوضات التي لن تخدم سوى السياسات الإجرامية للنظام”.”