Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

الانتفاضة الايرانية مسار يغير وجه إيران

الانتفاضة الايرانية مسار يغير وجه إيران

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع إن الانتفاضات التي إندلعت خلال الاعوام 2009 وأواخر عامي 2017 و2019، قد عصفت بالنظام الايراني عصفا وأثرت عليه کثيرا وأجبرته على مضاعفة ممارساته القمعية الاجرامية الى أبعد حد، لکنها جميعا لم تصل الى التأثير الاستثنائي الذي أحدثته وتحدثه الانتفاضة الشعبية الايرانية التي إندلعت في 16 سبتمبر2022، ولازالت مستمرة، حيث إن هذه الانتفاضة أثبتت بأنها ليست مجرد إنتفاضة عادية وإنما هي بمثابة مسار نوعي يغير من إتجاهات الاوضاع والامور في إيران ويجعلها على سياق آخر يختلف تماما عن ماکانت عليه طوال الاعواام السابقة، بمعنى إنها تفرض واقعا جديدا من شأنه أن يغير من وجه إيران.
الانتفاضة الشعبية الايرانية وإن کان سبب إندلاعها قيام النظام مايسمى بشرطة أخلاق النظام بقتل الشابة الکردية مهسا أميني، لکن الذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار هو إن الاوضاع کانت أساسا محتقنة وکان الشعب ساخطا على النظام الى أبعد حد بحيث کان أشبه بالبرکان الذي يغلي وينتظر لحظة الانفجار حيث جاءت حادثة أميني لتٶدي الى الانفجار وتجعل النظام يواجه حالة مختلفة تماما عن الحالات الاخرى التي کانت سائدة في الانتفاضات السابقة.
النظام الذي حاول المستحيل وبذل کل مابوسعه من خطط ومٶامرات مشبوهة وبالغة الخبث من أجل التأثير على الانتفاضة وشلها وصولا الى إخمادها، لکن الذي صدم النظام وأربکه الى أبعد حد هو إن محاولاته من أجل التأثير على الانتفاضة وشق صفوفها، جعلت الشعب بمختلف شرائحه وطبقاته يتوحد أکثر بوجه النظام ويصمم أکثر من أي وقت آخر على ضرورة وأهمية إسقاطه، والذي جعل النظام يشعر بالخوف والقلق هو الدور النوعي الذي أدته وتٶديه وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في هذه الانتفاضة ومن إنها أصبحت بمثابة داينمو الانتفاضة وعاملها النوعي من حيث الاستمرار.
الانتفاضة الشعبية التي أراد النظام عن طرق التخوين أو إتهامها بالدعوة للإنفصال والتبعية لبلدان خارجية التأثير على الحماس والاندفاع غير العادي للشعب الايراني فيها، لکن تلك الاتهامات تساقطت الواحدة تلو الاخرى بل وحتى إنها قد إرتدت سلبا على النظام وفضحته وکشفت وجهه البشع أکثر فأکثر، واليوم فإن الحديث يجري عن إيران ماقبل إنتفاضة 16 سبتمبر2022 وإيران مابعدها حيث إن الانتفاضة قد أصبحت خط فاصلا بين تأريخين وسحبت الغطاء من تحت أقدام النظام ولم تعد تسمح له بأن يفرض تأثيراته على الاحداث والتطورات کما کان الحال طوال ال43 عاما المنصرمة.

زر الذهاب إلى الأعلى