المدينة البائسة
دنيا الوطن – حسيب الصالحي: مع إن (المدينة الفاضلة) لإفلاطون لم تتحقق لحد الان وهي مجرد حبر على ورق، لکن يبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد نجح وعلى العکس من افلاطون إنجاز بناء(المدينة البائسة) في إيران، عندما جعل من الفقر والبٶس والحرمان والقمع وکل أنواع الظلم والمعاناة من أهم معالم الحياة في هذه المدينة التي صارت إيران کلها نموذجا لها، لکن المثير للسخرية والاستهزاء هنا هو إن هذا النظام کان قد وعد في بدايات تأسيسه بأن يجعل من إيران بلدا نموذجيا ومثاليا، ولکن وبعد مرور أعوام قليلة، ليس لم يتحقق شيئا من ذلك بل وقد صار العکس تماما.
40 عاما من تجربة هذا النظام، مرت على الشعب الايراني ثقيلة وبمنتهى البطأ والرتابة عانى خلالها الامرين وصار يضرب به الامثال من حيث الاوضاع الوخيمة والمزرية التي قد إنتهى إليها، ومع إن النظام يحاول وبشتى الطرق والوسائل من أجل التغطية والتستر على تلك الاوضاع، غير إن منظمة مجاهدي خلق التي کانت على الدوام أهم وأکبر وأقوى معارضة بوجه النظام، تمکنت من إيصال صوت الشعب الايراني الى العالم وجعل المجتمع الدولي على إطلاع کامل بمايجري من ظلم وممارسات قمعية إجرامية بحق الشعب الايراني.
کذبة النظام المثالي والنموذجي التي قام النظام الايراني بتسويقها منذ تأسيسه، يعود الفضل لفضح هذه الکذبة ودحضها لمجاهدي خلق وإثباتها بأن النظام الايراني قد بنى المدينة البائسة وليس الفاضلة وإن کل من يعيش في هذه المدينة فإن عليه أن يتجرع الالام والمعاناة کما لم يتجرعها أحد، وإن النظام قد صنع واقعا بائسا ومريرا لايمکن أبدا تحمله خصوصا وإ الکثيرين قد وصفوا إيران في ظل حکم هذا النظام بالجحيم الذي لايمکن أن يطاق.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أثبت من خلال بنائه لمدينته البائسة التي عمرها 40 عاما، بأن نظرية ولاية الفقيه التي بني النظام على أساس منها، هي نظرية فاشلة من مختلف الجوانب وإنها لايمکن أبدا أن تنفع للشعب الايراني ولا لأي شعب آخر، وإن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني إستمرار البٶس والحرمان والمعاناة، ولذلك فإن شعار إسقاط النظام الذي رفعته وترفعه مجاهدي خلق يعتبر أفضل طريقة واسلوب من أجل التعامل مع هذا النظام وحتى إن خروج أهالي 160 مدينة إيرانية في الانتفاضة الاخيرة التي قادتها مجاهدي خلق والتي تم خلالها رفع شعارات مناوئة للنظام من أهمها سقوط النظام والموت لخامنئي ولروحاني، أکدت بأن هذا النظام قد صار في حکم المحکوم عليه بالموت والفناء والزوال وإنه ليس هناك من أي أمل له بالبقاء والاستمرار.