الشعب يقف وراء القادة المعبرين عنه
دنيا الوطن – حسيب الصالحي: مع الاخذ بنظر الاعتبار الفارق الکبير وغير العادي بين العراق وليبيا في عهدي صدام والقذافي من جانب وبين البلدان الغربية من جانب آخر، فإن من أهم أسباب السرعة القياسية لسقوط النظامين وتلك النهاية التراجيدية لهما کان بسبب من کونهما معاديان لشعبيهما بالدرجة الاولى ولايعبران عن آمالهما وطموحاتهما بالصورة والشکل المطلوب، وهذا الامر بمثابة درس کبير للأنظمة القائمة في المنطقة خصوصا عندما تدخل في مواجهة أو حرب خارجية، حيث لايوجد هناك مايدفع الشعب لکي يقدم دمائه لنظام يمتص دمائه بل وحتى إنه يفضل سقوطه کي يتخلص منه على أمل مجئ نظام أفضل يعبر عنه.
خلال المواجهة الحادة والساخنةالجارية أوارها بين الولايات المتحدة الامريکية ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث تزداد إحتمالات المواجهة بينهما، وهي مواجهة لو وقعت فإنها ستکون حاسمة وستکون لها عواقب وآثار سلبية غير إن الحقيقة التي لامناص من الاخذ بها هي إن مصير النظام في إيران سوف يکون على کف عفريت وليس هناك أي مراقب سياسي بإمکانه أن يضمنه کما إن التفاوض الذي تريده الادارة الامريکية على أساس المطالب ال12 التي وضعتها مقدما، وهي مطالب من الصعب على طهران تنفيذها والاستجابة لها لأنها تهيأ الارضية والاجواء لسحب الرکائز التي تعتمد عليها لإستمرار وديمومة النظام، وإن المرشد الايراني الاعلى عندما يعلن بأن سياسة بلاده ستستند على اللاحرب واللاتفاوض”، مطالبا مسؤولي البلاد بـ ” التحرك لإدراة الأزمات”، فإن ذلك يعني إن النظام قد عاد للإحتماء بالشعب الايراني والمراهنة على صموده لعبور هذه المرحلة الحساسة والخطيرة.
من الخطأ الکبير التصور بأن الامور على مايرام بين السلطات الايرانية والشعب خصوصا وقد وقعت إنتفاضتان غاضبتان کادتا أن تطيحا بالنظام في عام 2009 وأواخر عام 2017، وإن الامور والاوضاع متأزمة بينهما وهناك تصريحات علنية من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين تٶکد بأن الشعب غير راض عن النظام بل وإن الرئيس روحاني ولأکثر من مرة قد صرح بالفم المليان بأن الشعب الايراني لم يعد يثق بالنظام فيما حذر هو وآخرون بإحتمال أن ينتفض الشعب ضدهم في أية لحظة إدا مابقيت أوضاعه سلبية ومزرية، ومن هنا فإن فإن موقف المرشد الاعلى وکذلك التصريح الاخير لروحاني والذي يقول فيه: “بعد أكثر من عام من فرض تلك العقوبات الصارمة لم يرضخ شعبنا للضغوط على الرغم من مواجهة صعوبات في الحياة”، فإن هذا الکلام لايعني بأن الشعب قد نسى کل شئ وصار يهتف”بالروح بالدم نفديك يافلان وفلان”کما نرى من مشاهد مشوهة مزيفة في ظل الانظمة الديکتاتورية دائما التي لاتکون نتيجتها إلا السقوط المحتوم، بل وإنه وحتى بموجب التقارير الواردة من داخل إيڕان نفسها فإن الاحتجاجات الشعبية متواصلة ومستمرة وإن مايعبر عنه القادة والمسٶولون الايرانيون لايمکن أبدا أن يعبر عن رأي وموقف الشعب الايراني.