المعارضة الإيرانية

الدرس الکبير

الاحتجاجات في ايران
دنيا الوطن – علي ساجت الفتلاوي: الاحداث والتطورات غير العادية تترك في الغالب تأثيرات وتداعيات ورائها ولاتمضي وکأنها شئ لم يکن، ومثلما إن إنتفاضة الشعب الايراني في 28 ديسمبر/کانون الاول في 2017، قد جسدت رفض ومواجهة شعب أعزل لنظام قمعي والسعي من أجل تغييره، وکانت رسالة واضحة للعالم من إن هذا النظام لايمثل هذا الشعب ولايعبر عنه بأي حال من الاحوال،

ومع إنه کان هناك من يلمز بأن الانتفاضة قد إنتهت ولم يعد هناك من رفض شعبي ملموس للنظام، لکن کارثة السيول قد جاءت لتلقم هٶلاء الحجر ولتثبت بأن رفض الشعب الايراني للنظام والسعي لإسقاطه لايزال کما هو ولايوجد هناك مايمکن أن يجمع بين الشعب والنظام.
الشعب الايراني وبعد الاحداث والتطورات المتباينة التي عصفت بإيران خلال العقود الاربعة المنصرمة، وبعد أن قاسى ماقاسى من جراء ذلك خصوصا وإن السياسات الهوجاء والطائشة للنظام قد أوصلت الاوضاع في إيران الى أسوأ مايکون وإنعکس ذلك على الشعب الايراني من مختلف الجوانب، فإن الشعب الايراني قد صار يعرف بأن هذا النظام لايهمه أماني وتطلعات الشعب الايراني بأي شکل من الاشکال بقدر مايهمه مصالحه الضيقة، ولهذا فإنه صار يعلم بأن التعويل على هذا النظام وعقد الامال عليه أشبه بذلك الذي يلهث خلف السراب ظنا منه إن ذلك ماء!

الدرس الکبير الذي إستخلصه الشعب الايراني من خلال مقاومته للنظام الايراني، هو إن هذا النظام لايمکن أبدا أن يکون في يوم من الايام يعمل من أجل مافيه خير ومصلحة الشعب، بل إنه وکما کان طوال العقود الاربعة الماضية يعيش کعالة وکمتطفل على الشعب الايراني ويعتمد عليه وليس العکس، ومن هنا فإن کارثة السيول وماقد تداعت عنها، قد أثبتت بأن أفضل شئ يمکن أن يسعى من أجله الشعب الايراني ويبذل الجهود الحثيثة من أجله هو أن يعمل من أجل التخلص من هذا النظام وتغييره، کما دعت وتدعو المقاومة الايرانية لذلك منذ 40 عاما، ومن الواضح جدا بأن الشعب الايراني قد بات يعلم علم اليقين بأن أفضل شئ يمکن أن يسعى من أجله هو إسقاط هذا النظام.
کل ماقد جرى ومر على إيران والشعب الايراني طوال أيام حکم هذا النظام القمعي، يٶکد حقيقة مرة وصادمة وهي إن هذا النظام أکبر عدو للشعب الايراني ولايمکن أبدا أن يتفق معه في يوم من الايام، وإن إسقاط هذا النظام هو الخطوة العملية الاولى بإتجاه التأسيس لإيران المستقبل التي ستتکفل بها المقاومة الايرانية کما وعدت طوال الاعوام الماضية ولازالت.

زر الذهاب إلى الأعلى