الأخبارالمعارضة الإيرانية

الحملة الوطنية لمناصرة التلفزيون الوطني الإيراني(سيماي آزادي)

الحملة الوطنية لمناصرة التلفزيون الوطني الإيراني(سيماي آزادي)

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

واجه ويواجه النظام الديني المتطرف في إيران ومنذ تأسيسه رفضا ومقاومة شعبية لم يتمکن النظام من حسمها لصالحه، ولاسيما بعد أن ثبت بأن الافکار والطروحات والمفاهيم التي يدعو لها غير مقبولة من قبل الشعب لأنها تهدف أساسا من أجل دعم وترسيخ النظام وضمان بقائه وإستمراره، وبهذا الصدد فقد کان ولازال لمنظمة مجاهدي خلق دورا رياديا بهذا السياق حيث إنها ومن خلال المواجهة التي دخلتها مع هذا النظام عندما إعتبرته مجرد إمتداد للنظام الملکي ولکن تحت غطاء ديني، وهذه المواجهة غير المتکافئة وإن کلفت المنظمة قرابة 120 ضحية من أجل الحرية، لکنها في نفس الوقت کان لها دورا وتأثيرا کبير جدا في إستمرار وتأجيج الرفض والمقاومة الشعبية بوجه النظام.
منظمة مجاهدي خلق من خلال دور وسائل إعلامها المختلفة من صحافة وإذاعة تمکنت من توسيع دعوتها أکثر لمقاومة النظام وعدم الرضوخ له، لکن ومنذ تأسيس التلفزيون الوطني الايراني(سيماي آزادي)، فإن هذا الدور قد إزداد فعالية وتأثيرا على النظام ويجب هنا أن لاننسى بأن مجرد تقديم الدعم من قبل أبناء الشعب لهذا التلفزيون الوطني المعتمد أساسا على تبرعات ومساعدات الشعب الايراني، يکفي للحکم بالموت، لکن مع ذلك فإن الشعب مستمر في دعم ومناصرة هذه القناة الوطنية وخصوصا مع إطلاق حملات المناصرة الوطنية لها والتي إنطلقت في 14 من الشهر الجاري، وهذه الحملة قد أکدت من خلال حجم وکثافة الاتصالات الجارية وحجم التبرعات الجارية مدى ومستوى الدعم والتإييد الشعبي الکبير لهذه القناة الوطنية.
في هذه الحملة للمناصرة الوطنية مع فضائية المقاومة، الأمر اللافت هو الاتصالات المكثفة التي لا حصر لها من الشباب ووحدات المقاومة الذين قبلوا كل الأخطار والمخاطر من طهران ومدن مختلفة من البلاد للاتصال بقناة الحرية الفضائية وغالبا ما انتظروا لساعات للاتصال بخطوط القناة. كما كانت مداخلات واتصالات النساء والفتيات من داخل البلاد وخارجها مهما للغاية ويشير إلى الدور الرائد للفتيات والنساء الإيرانيات في النضال ضد النظام ومن أجل حرية الوطن.
وقد أطلق المواطنون الذين تمكنوا من الاتصال بـ (سيماي آزادي) على هذا التلفزيون اسم “صوت الانتفاضة” و”وحدات المقاومة”، و”صوت المعلمين والعمال الدؤوبين الذين يحتجون كل يوم”، و”صوت المزارعين والعطشى في خوزستان وأصفهان”، و”صوت النساء الإيرانيات الكادحات اللواتي يتعرضن للقمع المضاعف من قبل نظام الملالي المناهض للمرأة”، ومن الواضح جدا إن هذه القناة الوطنية قد تمکنت وبإقتدار ملفت للنظر من مواجهة وسائل الاعلام الصفراء للنظام وفضحها جميعها وجعل الشعب على إطلاع کامل بحقائق الاوضاع والامور وإذکاء روح النضال والمقاومة والتصدي لهذا النظام وإن دورها الاستثنائي في تفعيل وتقوية روح التصدي والصمود في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ 16 سبتمبر، نموذج نوعي وعملي على دور وتأثير هذه القناة الوطنية وإصرارها على الاستمرار في النضال عتى إسقاط النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى