التغيير في إيران قادم ولايمکن الوقوف بوجهه
حدیث العالم – منى سالم الجبوري:
لم يجد النظام الايراني نفسه في موقف هزيل وبائس کما حدث مع إندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، والتي کشفت للعالم کله حجم الرفض الشعبي الکبير جدا ضد هذا النظام والرغبة العارمة بإسقاطه وإلحاقه بسلفه نظام الشاه.
النظام الايراني الذي تصور بأنه وبعد المجزرة التي إرتکبها بحق أکثر من 1500 من المتظاهرين في إنتفاضة 15 نوفمبر2019، فإنه لن يجرٶ أحد مرة أخرى على المشارکة في نشاط وفعالية ضده وإن ماإرتکبه من مجزرة سيحول دون ذلك ولاسيما بعد أن قام خامنئي بتنصيب سفاح مجزرة صيف عام 1988، کرئيس للنظام، لکن خاب ظنه تماما وحصل ماکان يخشاه ويتمنى عدم حدوثه عندما إندلعت إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، بوجهه وجعلته يفقد صوابه ويصاب بحالة من هستيريا أقرب ماتکون للجنون.
السٶال المهم الذي يطرح نفسه هو لماذا أثرت إنتفاضة سبتمبر2022، على النظام أکثر من أية إنتفاضة أخرى، الاجابة هي إن هذه الانتفاضة إذا ماکان يمکن إطلاق اسم عليها فإن إسقاط النظام هو الاسم المناسب لها لأن الشعب الايراني وخلال هذه الانتفاضة قد شدد وبصورة ملفتة على قضية إسقاط النظام ولاسيما وإن هتافاته خلال رکزت کلها على إسقاط النظام وأعلنت عن الرفض للدکتاتورية سواءا کان تحت غطاء الملکية أو الدين، وهو بذلك قد أکد على إن الدکتاتورية والاستبداد لم يعد لها من غد ومستقبل في إيران.
المسعى الخبيث الذي يقوم به النظام من أجل خلط الاوراق والتغطية على الحقيقة والواقع من خلال دفع أيتام النظام الملکي الى الواجهة والتعاون المشبوه بينهما من أجل الالتفاف على نضال الشعب الايراني من أجل الحرية من أجل الجمهورية الديمقراطية ومن خلال ذلك السعي من أجل إقصاء منظمة مجاهدي خلق من ساحة المواجهة والتغطية على دورها کبديل أساسي قائم للنظام، وکل ذلك من أجل الوقوف بوجه التغيير الجدري الذي صار يهدد نظام ولاية الفقيه أکثر من أي وقت آخر.
التصريحات المثيرة للبٶس من قبل القادة والمسٶولين في النظام والتي تزعم بأن النظام قد عبر الى بر الامان ولم يعد هناك من خطر يحدق به وإنه يمسك زمام الامور بيد من حديد، تبدو کلها کمجرد فقاعات وحتى أقل شأنا من مجرد زوبعة في فنجان في ظل إستمرار النشاطات المعارضة للنظام خصوصا وإن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق تواصل عملياتها ونشاطاتها في سائر أرجاء إيران الى جانب الاحتجاجات الشعبية التي لاتکاد أن تتوقف، وکل ذلك يٶکد إستحالة تمکن النظام بالوقوف بوجه هذا المد العارم وإن التغيير في إيران قادم ولايمکن الوقوف بوجهه.