الأخبارالمعارضة الإيرانية

الانتفاضة مستمرة وعلى خامنئي الاستسلام للأمر الواقع

الانتفاضة مستمرة وعلى خامنئي الاستسلام للأمر الواقع

صوت العراق – منى سالم الجبوريديسمبر :

أهم ميزة من مميزات الانتفاضة الشعبية الحالية المندلعة بوجه النظام الايراني منذ 16 سبتمبر2022، هو إنها تقوم بالفصل بين الدين وبين النظام وترفض الهالة الدينية المقدسة التي يزعم النظام بإمتلاکها، بل وحتى إن شخص الولي الفقيه الذي سعى النظام لجعله فوق الشبهات ويجب جعله فوق الظنون، لم يعد في ظل هذه الانتفاضة کذلك أبدا خصوصا إذا ماعلمنا بأن شعار الموت لخامنئي قد صار بمثابة الشعار الاساسي والرئيسي للإنتفاضة.

إنتزاع البعد الديني والهالة المقدسة عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعن وليها الفقيه، لم يکن جهدا طارئا ووليد صدفة أو کرد فعل لوعي مستجد، بل إنه ناتج عن جهد وعمل نوعي مستمر ومتواصل لمنظمة مجاهدي خلق على مر ال43 عاما المنصرمة، حيث إنها رفضت ومنذ البداية الطابع الديني المشبوه للنظام والسعي من وراء العامل الديني منح الشرعية للدکتاتورية والاستبداد، وهو ‌مر أغاظ النظام وأفقده صوابه وکيف لا حيث إنه قد إرتکب مجزرة إعدام آلاف السجناء السياسيين في صيف عام 1988، لا لشئ إلا لأنهم يحملون أفکار ومبادئ مجاهدي خلق.

إستغلال العامل الديني والاتجار به وجعله مبررا ومسوغا لعمليات القتل والتصفية والاعدامات ولتصدير التطرف والارهاب والجريمة المنظمة، نجحت منظمة مجاهدي خلق في کشفه على حقيقته وفضح النظام أمام الشعب الايراني والامة الاسلامية والعالم، وإن مجاهدي خلق بسبب ذلك قد قدمت خدمة جليلة وعلى مختلف المستويات والاصعدة وهو ماأکسبها ثقة وإعتبارا لايمکن الاستهانة بها.

الانتفاضة الشعبية المستمرة والمتواصلة ضدالنظام الذي يصر على خداع هذا الشعب ويستخدم العامل الديني کمبرر لإرتکابه الجرائم والانتهاکات الفظيعة في حين إن الدين برئ منه براءة الذئب من دم يوسف، وإن خامنئي وبعد أن صار يعلم بأن الشعب قد کشف اللعبة ولم تعد خدع وألاعيب النظام بهذا الصدد تنطلي عليه، فإنه وکعادة أي دکتاتور وطاغية مستبد أمام شعب ثائر بوجهه، يلجأ الى إستخدام عمليات القتل والابادة والاعدامات من أجل ردع الشعب، وهو يأمل کأقرانه أن ينجح ذلك ويجنبه السقوط.
ش
مايقوم به خامنئي ونظامه حاليا من أجل المحافظة على النظام من خطر السقوط والاصرار على مواجهة الانتفاضة والسعي من أجل إخمادها بکل الطرق والاساليب، ليس في حقيقة أمره إلا مسعى خائب وجهد عبثي لاطائل من ورائه أبدا لأن أصل اللعبة المخادعة قد إفتضح للشعب ولم يعد هناك من أي مجال لهذا النظام بالاستمرار في هذه اللعبة وإن على خامنئي ونظامه الاعتراف بذلك والاستسلام للأمر الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى