N. C. R. I : ليس هناك من قضية تثير القلق الى أبعد حد لدى نظام الملالي کما کان ولايزال الحال مع الدور الذي قامت وتقوم به منظمة مجاهدي خلق ذراعها الرئيسية وقوتها الضاربة منظمة مجاهدي خلق، حيث يکاد هذا النظام أن يفقد صوابه من جراء الفعاليات والنشاطات المستمرة للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق والتي ساهمت وتساهم ليس فقط في فضحه وکشفه أمام الرأي العام العالمي وإنما عملت وتعمل أيضا على إذکاء حماس الشعب الايراني ورفع معنوياته أکثر للتصدي للنظام ومقارعته جنبا الى جنب مع معاقل الانتفاضة الشجاعة البواسل أنصار منظمة مجاهدي خلق، وإن المٶتمرات الاخيرة التي عقدتها المقاومة الايرانية بهذا الخصوص وعشية الذکرى الاولى لإنتفاضة نوفمبر2019، مثلما کانت لها تأثيرات إيجابية في رفع معنويات الشعب الايراني وتحفيزه من أجل مواجهة هذا النظام القمعي، فإنها تلقي بالرعب في قلب النظام وتجعله في حالة غير مستقرة.
حالة الخوف والهلع التي تنتاب هذا النظام القرووسطائي ناجمة من الاساس بسبب کون المقاومة الايرانية تخاطب الرأي العام العالمي بمنطق حضاري وبخطاب ينم عن خلفية إنسانية وثقافية متميزة سلسة تتسم بالشفافية والصدق ولذلك فإن العالم ليس يتقبل هذا الخطاب فقط وإنما يستوعبه ويتفهمه ويبدي رأيه وموقفه الإيجابي منه خصوصا وإنه يجسد معاناة ونضال الشعب الايراني ضد هذا النظام الوحشي الذي يعيش خارج الزمن وبعيدا عن کل ماهو إنساني وحضاري، وإن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، وعندما تقول في کلمتها في الذکرى الاولى لإنتفاضة نوفمبر2019، خلال مٶتمر في جانبي الاطلسي وهي تصف أوضاع النظام:” اليوم، يعيش نظام ولاية الفقيه في وضع لا مثیل له في السنوات الأربعين الماضية. حكومة مشلولة هشة. وعلى الصعيد الاقتصادي توقف النظام المصرفي أو وصل حد الإفلاس، منذ بداية عهد روحاني، هوت قيمة عملة البلاد عشر مرات تجاه قيمة الدولار وهي على وشك الانهيار. ونسبة عجز الميزانية 70 بالمائة ومعدل التضخم بلغ 60 بالمائة.”، وأکدت أنه:” لا مخرج أمام الملالي من مأزق السقوط. إنهم ينتظرون بفارغ الصبر تغيير السياسة في الولايات المتحدة ويحلمون بالاستفادة من تغيير إدارة البيت الأبيض. متغافلین أنهم وصلوا الآن إلى نقطة سيؤدي هذا الوضع بالتالي إلى زيادة أزماتهم بکامل النظام، ولن يفك عقدة المشاكل لنظام ولاية الفقيه الفاسد المتهرئ.”، فإنها بذلك توضح للشعب والعالم ماقد وصل إليه النظام وعدم جدوى مراهنته على آلته القمعية من أجل السيطرة على الاوضاع وکبح جماح الشعب ولکن من دون جدوى.
التظاهرات والاعتصامات والمٶتمرات والتجمعات الاحتجاجية التي دأبت المقاومة الايرانية على عقدها في مختلف دول وعواصم القرار والتي تبعث من خلالها برسائل عن آخر المستجدات على الساحة الايرانية وعن بطش النظام وإيغاله في إرتکاب الجرائم وتماديه في حملات الاعتقالات والاعدامات من أجل کبح جماح الشعب الايراني، والذي يثير السخرية والاستهزاء إن هذا النظام لايکاد أن يکف عن الاعراب عن خوفه على مختلف الاصعدة من هذه النشاطات المٶثرة للمقاومة الايرانية، لکن أکثر مايثير رعب وهلع النظام هو إن العالم کله صار ينظر الى المقاومة الايرانية کبديل للنظام ذلك إنه وفي الوقت الذي بات العالم مقتنعا بضرورة وحتمية إسقاط نظام الملالي لأسباب کثيرة ومتباينة، فإنه مٶمن ومقتنع بکون المقاومة الايرانية البديل الديمقراطي الافضل له.
عمل نظام الملالي جاهدا من أجل الإيحاء بأنه قد صار أمرا واقعا في إيران وإن إسقاطه وتغييره صار أمرا غير ممکنا على وجه الاطلاق، ولکن النضال النوعي الذي قامت به المقاومة الايرانية ولاسيما ذراعها الضاربة والفعالة منظمة مجاهدي خلق، قد تمکنت من إقناع العالم بأن مايقوله ويسعى إليه هذا النظام إنما هو مجرد وهم ومحض هراء خصوصا بعد أن أثبتت الانتفاضة الاخيرة ذلك بوضوح وبينت على إنه مجرد نمر ورقي أو کناطور خضرة لايمکنه أن يعمل شيئا فيما لو حمي الوطيس وواجه الشعب والقوى الوطنية المخلصة والمتجسدة في منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية بل وإنه سيفر مذعورا کالجرذان لايلوي على شئ، وقد صار هذا النظام مقتنعا بما فيه الکفاية بأن الحديث الاساسي الذي يدور اليوم حول القضية الايرانية إنما يترکز على إسقاطه وتقديم البديل الديمقراطي له والذي لايوجد غير المقاومة الايرانية.