الازمات والمشاکل تقرب من أجل النظام الايراني
وكالة سولا برس – بشرى صادق رمضان : أهم مايميز المرحلة الحالية الحساسة التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن غيرها من المراحل السابقة، هو إن النظام لايستطيع إلتقاط أنفاسه ورص صفوفه من جديد، إذ أنه إضافة الى المشاکل والازمات التي تنهمر کالمطر على رأسه فإن الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة توجه الضربات والصفعات المتتالية له دونما توقف، ولذلك فإن ماقد باتت تٶکد عليه أوساط المراقبين والمحللين السياسيين من إن النظام قد صار واضحا بأنه يترنح بسبب من کل الاوضاع السلبية التي تضيق عليه الخناق.
الفترة التي أعقبت إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، والتي حفلت بمتغيرات بالغة السلبية ضد النظام الايراني بحيث يمکن القول بأنها قد سحبت البساط من تحت أقدامه وأظهرت عجزه وضعفه ولاسيما بعد أن فرضت الولايات المتحدة الامريکية العقوبات القاسية ضده بسبب من برنامجه النووي المثير للشکوك والجدل، ولأول مرة منذ تأسيس النظام الايراني، فإن الفعل الخارجي وبصورة نسبية صار يتلائم ويتناسب مع الفعل الداخلي، ولذلك فإن النظام الايراني يقف ولأول مرة في موقف حرج جدا بحيث يمکن القول بأنه يکاد أن يقترب من حافة هاوية سحيقة.
عدم تمکن النظام الايراني من أن يغير من الاوضاع السلبية أو يقوم بحقنها بمهدئات بحيث تمنحه الفرصة لإلتقاط أنفاسه وإحادة رص صفوفه ضد الشعب والمقاومة الايرانية کما جرى بعد إنتفاضة 2009 من مواقف غير مقبولة ولاسيما من جانب إدارة الرئيس الامريکي السابق أوباما، حيث نجح في إخماد الانتفاضة وبوحشية بالغة، لکن الذي جرى في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، کان على خلاف ذلك إذ نجحت منظمة مجاهدي خلق ومن خلال مايمکن وصفه بنقلة نوعية في النضال ضد النظام، في تهيأة مسلتزمات إستمرار الانتفاضة وإفشال مساعي النظام من أجل إخمادها وخصوصا بعد أن نجحت في تأسيس معاقل الانتفاضة التي صارت داينمو ومحور إستمرار الانتفاضة والرفض بوجه النظام.
أهم إنجاز للمقاومة الايرانية ولمنظمة مجاهدي خلق ضد النظام الايراني، هو النجاح في فضح النظام ومواجهته داخليا وخارجيا في وقت واحد، وهو إنجاز لم تتمکن أية حرکة أو تنظيم معارض من تحقيقه ضد نظام ديکتاتوري دموي کنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا وإن عدم تمکن النظام من معالجة مساکله وأزماته وإيجاد حلول ومعالجات لها، قد صار هو الاخر سببا وعاملا مهما جدا في جعله يعاني من حالة إرباك وتخبط غير مسبوقة الى الحد الذي يمکن القول فيه بأن مشاکله وأزماته باتت ليس تكحاصره من کل جانب فقط وإنما حتى تقرب من نهايته أيضا.