المعارضة الإيرانية

الأزمة القاتلة

الحصار الاقتصاديه علي ايران
دنيا الوطن – سهى مازن القيسي: مرت بالنظام الايراني العديد من الازمات والمشاکل الخانقة والتي إستطاع التخلص من عواقبها بفعل أوضاع وظروف وعوامل متداخلة مع بعضها تتقدمها سياسة الاسترضاء والمسايرة الغربية معه والتي کانت على الدوام بمثابة طوف نجاة للنظام وفي نفس الوقت أداة ووسيلة ضد الشعب الايراني المقاومة الايرانية، لکن لايبدو أبدا بأن حظ النظام وأمله في التخلص من الازمة الحالية التي تواجهه سوف يسعفه کما کان حاله في المرات السابقة، ولاسيما وإن النظام يعترف بنفسه بخطورة الازمة الحالية ويهدد بأنه سيلجأ الى کافة الطرق والسبل لتجاوزها لأنها تهدده مصيريا.

ملاحظة ماورد في وسائل اعلام النظام من تصريحات ومواضيع ومواد تتناول الرفض الشعبي ودور ونشاطات المقاومة الايرانية، وإعتبارها”وفق رٶية النظام” الخطر الاکبر الذي يهدد وجود النظام، يتزامن مع تصريحات ومواقف دولية تشيد بدور المقاومة الايرانية ومواقفها الايجابية بمختلف الاتجاهات والنظر إليها کبديل للنظام، يعمق من الازمة الحالية التي يعاني منها النظام ويجعله يشعر بحالة من الرعب والهلع والذي يرفع من مستوى رعبه وهلعه هو إن ماکان يقوم بتسويقه من أکاذيب وخزعبلات من أجل التشکيك بالمقاومة الايرانية لم تعد تلقى رواجا بل وصارت موضع سخرية وتهکم بعد أن نجحت المقاومة في فرض دورها ومکانتها على المعادلة السياسية الايرانية.

النظام الايراني الذي إعتاد على إثارة المشاکل والازمات وإختلاقها لغيره من أجل أن يضمن بقائه وإستمراره بسبب منها، ذلك إنه لايتمکن من تصدير التطرف الديني والارهاب والتدخل في بلدان المنطقة من دون أن تکون هناك أوضاعا غير عادية وأن يکون هناك حالة من عدم إستتباب الامن والاستقرار، وقد کان هذا النظام ومنذ تأسيسه يواظب على تعکير الاجواء لکي يتصيد خلالها ويحقق أهدافه المشبوهة، غير إنه وخلال أزمته الحالية، لايجد هناك مايساعده على أن يتوفق في نهجه الشيطاني بعد أن صارت العيون متفتحة والاذهان واعية لما يفعله هذا النظام، ولذلك فإن خوفه يتضاعف من جراء ذلك لأنه يجد نفسه أمام طريق مسدود لايوجد من مخرج له.

الاعتراف بوخامة الازمة الحالية وخطورتها غير المسبوقة على النظام من کل الجوانب، يأتي من کونها نتاج وحاصل تحصيل لأخطاء 40 عام للحکم الاستبدادي القمعي والذي سعى من أجل توفير أسباب بقاء وإستمرار النظام، وإن المحصلة النهائية لهذا التراکم هو الازمة النهائية الکبرى أو بتعريف أکثر دقة ووضوحا، الازمة الاخيرة القاتلة للنظام وإن مايفعله الان يشبه رفسات الذبيح أو صحوة الموت، فقد قضي الامر وصار هذا النظام على الطريق الذي لايقود إلا لنهايته الحتمية بالسقوط.

زر الذهاب إلى الأعلى