Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

ماذا یحدث في إیران ؟ لماذا لا یوجد شيء في مکانه الصحیح في إیران؟

عبدالرحمن كوركي مهابادي
N.C. R. I : کاتب:عبدالرحمن كوركي مهابادي
الفقر والكوارث الاجتماعية في إيران

كلما نبعد عن نصف القرن الأخیر من تاریخ إيران ، نتأکد بأنه “لا یوجد شيء في مکانه”! ولهذه العبارة العدید من الشهود في المجالات السياسية والاقتصادية والمعیشية، بالإضافة إلی الشهود والشواهد العدیدة علی صعید الإحصائیات والأرقام المتعلّقة بشتی أصناف الکوارث الطبیعیة.

في هذا السیاق، يكفي أن نشیر إلی تهديدات الكوارث الطبيعية في إيران، والتي تتربّص بالشعب الإیراني وعیشه المریر بما یشبه فخّ نصبه وباء قاتل. يكفي أن ننظر إلى ما حلّ بالوطن وبالشعب الإیراني في العام الماضي فقط جراء الفيضانات و الزلازل وفیروس کورونا نتیجة “عدم وجود شيء في مكانه”.

هل كان ذلك الحجم من الدمار الذي حلّ بالبيئة والطبيعة ومناحي الحیاة طبيعي ولا مفرّ منه؟

عند رؤية آثار الدمار والخراب المستمرة في جميع المجالات، يجب على المرء أن يسأل ما الذي يحدث بالفعل في هذه البلاد؟ “ماذا حلّ بوطني” علی حد تعبیر سعيد سلطانبور؟

إيران ووباء الفخاخ

في العام الماضي، ضربت الفیضانات إيران لمرتین، وخلّفت دماراً وأضراراً غریبةً وغیر طبیعیة کان من الممکن تجنّبها وفقاً لبعض وسائل الإعلام الحکومیة وأعضاء في مجلس الشوری وبعض عملاء نظام الملالي.

کما شهد البلاد العدید من الزلازل في العامين الماضيين حيث عرّت هشاشة البنی التحتیة المفتقرة إلی الهندسة والأسس العلمیة السلیمة حیث «يتم التلاعب بأرواح الناس بصفقات ضخمة لتحقيق أرباح أكبر» حسب بعض الاعترافات الرسمیة.

وقبل أسبوع، ضرب زلزال العاصمة طهران ومدینة كرج، وتبين بعد ذلك أنّ إیران لا تمتلك سوى محطة واحدة لرصد الزلازل، بینما توجد 14 محطة في تركيا!

وقد حذّر العدید من الخبراء الحکومیين ووسائل الإعلام الداخلیة مراراً وتكراراً من أنّ زلزالاً عنیفاً یتربّص بالعاصمة طهران من شأنه یؤدي لمصرع ملایین الأشخاص نتیجة الکثافة السکانیة في العاصمة وافتقار نسیجها المعماري إلی المعايير اللازمة للتعامل مع الزلازل.

تقودنا اعترافات وسائل إعلام نظام الملالي وعملائه وخبرائه بالوضع الکارثي في إیران والتي تحمل قاسماً مشترکاً فیما یخصّ الفيضانات والزلازل وکورونا، إلى السؤال نفسه: لماذا لا یوجد شيء في مکانه الصحیح في إیران؟

41 عاماً من غرس الشر والقضاء علی الخیر

ألا يكفي الحكم لمدة 41 عاماً لتهیئة البلاد بکافة بناها ومرافقها وطبیعتها وجعلها بیئة معيشية مناسبة وصالحة للشعب؟

ألا يكفي الحكم لمدة 41 عاماً لتقوية البيئة والمدن الإيرانية في مواجهة الفيضانات والزلازل لتقليل الأضرار المادیة والبشریة الناجمة عنها؟

لماذا لا يمكن مقارنة الحجم الکارثي للأضرار الناجمة عن الفيضانات في إيران تحت حکم الفاشیة الدینیة بنماذج مماثلة ومتزامنة في أفغانستان وباكستان و العراق ؟

ألا يفوق الدخل القومي والطبيعي لإيران دخل تلك الدول بالملايين؟ إذن لماذا تضع عواقب الحوادث الطبيعية أو الفيروسية الشعب الإيراني علی حافة الموت والتشرد؟

في هذه العقود الأربعة، ما الذي لم يکن في مکانه علی صعید السياسة والاقتصاد والثقافة والبيئة ومتطلبات الحياة الاجتماعية والإنسانية بحیث انعکس تأثیره علی إیران والشعب الإیراني بشکل وبائي مدّمر ومتواصل؟

ما الذي تمّ غرسه على مدى 41 عاماً من حکم الملالي في تربة هذا الوطن؟ وما الذي تم حصاده غیر الموت والشر والدمار؟

إجابات مريرة للوطن

بالطبع قد أجاب الشعب الإیراني علی الأسئلة أعلاه منذ سنوات مدیدة ومن خلال الاحتجاجات والانتفاضات الدموية الكبيرة:

تکمن الإجابة في تدمیر 44 في المائة من غابات إيران في ظل حکم ولاية الفقيه.

وفي العدد الکبیر للسجناء السياسيين وعمليات الإعدام والمجازر الجماعیة في إيران.

تکمن الإجابة في 1.6 مليون طفل عامل في إيران.

وفي تریلیونات الأموال الإیرانیة التي تمّ إنفاقها في سوريا والعراق وغیرها من البلدان.

تکمن الإجابة في الملیارات التي أنفقت من جيوب الشعب الإيراني على تذهیب الأماكن الدينية في العراق.

وصبّ الملايين من الأموال في خلايا الجهل والخرافة والإجرام المسماة بالحوزات العلمیة لإعداد الطفیلیات.

ونهب أموال الشعب الإيراني بالملایین من أجل صناعة الصواریخ وإطلاق الأقمار الصناعية بهدف کسب النظام قدرة إرهابية کبیرة تمکّنه من صناعة الموت حیث تمتدّ أذرعه الخبیثة.

تکمن الإجابة في جيش باعة الکلی والأعضاء البشریة في إیران.

وفي النمو السنوي لعدد الطلاب الصغار الذین یترکون المدارس للانضمام إلى ملايين الأطفال العمّال.

الإجابة تکمن في مليارات الأصول المنهوبة والمکدّسة في آستان قدس رضوي (الروضة الرضویة)، ومؤسسة المستضعفين، والمؤسسات المالیة الضخمة التابعة لخامنئي وما یحتکر من أموال فلکیة.

الإجابة تکمن في عیش أکثر من 70 في المائة من الشعب الإیراني تحت خط الفقر.

کما تمکن في المجتمع الإيراني الطبقي الذي لم یشهد مثل هذه الفجوة الطبقية الهائلة في أي فترة من تاريخه.

الإجابة تکمن في ارتفاع نسبة الباحثین عن القمامة والعتّالین من الأطفال في إيران.

والانخفاض الحاد في طباعة الكتب ومبيعاتها بسبب الغلاء، مما أدّی إلی انهيار ثقافي لم یسبق له مثیل في إیران حسب ما يقوله الناشرون.

الإجابة تکمن في إجماع الخبراء على «أنّ حدوث زلزال بقوة 7 درجات علی مقیاس ریختر في العاصمة طهران سيخلّف حوالي 5 ملايين قتیل» (صحیفة مستقل، 11 مایو 2020).

وفي «العديد من المشاريع والأعمال التي عملت بشکل عکسي بالكامل وقادت سكان العاصمة إلى مواصلة عیشهم في العاصمة» (المصدر نفسه).

الإجابة تکمن في «السياسات المعتمدة التي جعلت العاصمة أكثر اكتظاظاً بالسكان، مما يجعل طهران واحدة من أخطر المدن في العالم للعيش فيها، ورفعت عدد سکانها من 4 ملايين إلى أكثر من 10 ملايين في غضون أربعة عقود!» (المصدر نفسه).

الإجابة تکمن في «14792 هكتار من الأنسجة غير مستقرة من مساحة مدینة طهران، حيث يعيش 37 في المائة من سكان طهران، أي ما يعادل 3 ملايين و330 ألف نسمة» (موقع تابناك، 11 أكتوبر 2018).

کما تکمن في «مدینة طهران التي تحتل المرتبة 176 من أصل 215 مدينة کبیرة في العالم، وتأتي في عداد أفقر المدن الأفريقية والآسيوية» (مجلة البحوث والتخطيط الحضري، السنة 6، العدد 21، الصفحة 16، صيف 2015).

وفي «40 في المائة من سكان المدن المهمشين وغير المأهولة في إيران» (موقع دويتشه فيله، 17 أكتوبر 2017).

الإجابة تکمن في … (يمكن إکمال هذه القائمة علی جمیع الأصعدة المواضيعية والنقابية طیلة فترة حکم الملالي).

الإجابة الأولی

الإجابة تکمن في انتفاضات الأجيال المتعاقبة من الشعب الإيراني، التي قاتلت عاماً بعد عامٍ وبکل قواها وطاقاتها ضد الدمار الهيكلي وفساد حكم الملالي الدیکتاتوري ولا تزال تقاتل. في ظل هذه الدیکتاتوریة الدینیة، حلّ الدمار الهيكلي والفساد الأيديولوجي الحكومي محل حقوق الإنسان والقيم الإنسانية في إیران.

هذه هي الإجابة التي توضح أنه لا یمکن لشيء أن يأخذ مكانه الصحیح منذ بداية حکم الفاشیة الدینیة!

زر الذهاب إلى الأعلى