Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

لايستطيعون حرباً ولا تفاوضاً!

عرض عسكري لنظام ملالي طهران
دنيا الوطن – نجاح الزهراوي: الاختلافات الحادة بين جناحي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبشکل خاص بين المرشد الاعلى للنظام والرئيس الايراني، ليست دليل على إن هناك تنافس سياسي بين طرفين من حيث الافضلية في التصدي للأوضاع ومعالجتها، بل وعلى العکس من ذلك فإنه يدل على حالة فريدة من نوعها في تأريخ هذا النظام،

إذ إن الجناحين مع کل الاختلافات الحادة بينهما فإنهما يتفقان من حيث رفض التفاوض وکذلك عدم الاستعداد لخوض الحرب، ولکن رفض التفاوض وکذلك عدم الاستعداد لخوض الحرب، ليستا کما قد يتصور البعض بالسياق المألوف لهما إذ هما يختلفان في هذه الحالة الشاذة.

عندما يرفض جناحا النظام التفاوض فإن ذلك ليس لأنهما قررا الوقوف بوجه التفاوض ورفضه جملة وتفصيلا وإنما لأنهما ليس لديهما مايقولونه عند التفاوض بحيث يمکنهما جعل الطرف الاخر يقتنع بطرحهما، خصوصا وإن الشروط ال12 الامريکية واضحة وقاطعة کحد السيف لکل الطرق والاساليب التي يمکن للنظام أن يفکر بها من أجل التحايل والخداع. عدم المقدرة على خوض الحرب من جانب النظام الايراني، والذي يبدو واضح حتى لمبتدئ في السياسة، هو الآخر الامر الذي يسعى إليه النظام ولکن من دون أن يعني رفضه التفاوض وکذلك عدم خوضه الحرب بأنه سوف يلجأ لخيار المقاومة، ذلك إن هذا النظام في أزمة حادة ومأزق لانظير له ولم ير له من قبيل طوال العقود الاربعة من حکمه، إذ إن النظام ولأول مرة ليس بمقدوره التقدم للأمام ولا العودة الى الخلف، فهو عالق وغائص الى رکبتيه في رمال متحرکة تبتلعه رويدا رويدا، وهذ‌ هي الحقيقة التي ترعب النظام وتجعله في حالة من التخبط والفوضى، إذ أن خياري الحرب والمفاوضات يقودانه نحو نفس النتيجة التي طالما تهرب منها وتحاشاها.

الموقف الحرج والصعب جدا الذي إنتهى إليه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد 40 عاما من سياسة ونهج مثير للشبهات والقلق مارس في مختلف أنواع لعب التحايل والقفز على الحقائق والالتفاف عليها وإستغلال وتوظيف تدخلاته في بلدان المنطقة وقضايا الامة الاسلامية من أجل مآربه ونواياه الخاصة، هو موقف ووضع مرعب لأنه أشبه بالذي يستقر على حافة هاوية مترنحا وتلوح بوادر عاصفة في الافق، ولاسيما وإن الشعب الايراني أشبه مايکون ببرکان يغلي غضبا وقد ينفجر في أية لحظة بوجه النظام وإن إستمرار الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في ظل سيف العقوبات الامريکية المسلط على عنق النظام يجعل من الاخير في وضع لايمکن أبدا أن يخرج من سالما، ذلك إنه وفي کل الاحوال کل الطرق تٶدي الى طهران!

زر الذهاب إلى الأعلى