Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

تطلعات نظام الملالي إلى التهام الشرق الأوسط ذهبت أدراج الرياح

الدكتور سنابرق زاهدي
کاتب:الدكتور سنابرق زاهدي
” لو كانت جمهورية إيران الإسلامية قد استطاعت، وخاصة بعد سقوط صدام حسين، أن تقدم قصة أكثر واقعية حول الحقوق الأساسية والاقتصاد الأكثر ازدهارًا والتركيب المناسب لمكارم الأخلاق والتدين مع رأس المال والرفاهية والنظام البرلماني الأقوى والشورى الأقوى، وما إلى ذلك على نحو لائق ومعتدل إلى جانب التدرج في العمق الاستراتيجي، بدلًا من الاهتمام المفرط بالعمق الاستراتيجي والانغماس في المعضلة الأمنية، لكان بإمكانها اليوم أن تجذب الشرق الأوسط العاجز تحت لوائها بتكلفة أقل وبشكل أكبر وأفضل.

إن الشرق الأوسط متعطش لمثل هذه الرواية. حيث إن التنويريين في منطقة الشرق الأوسط التي يبلغ عمرها 1000 عام يبحثون عن الشورى، ومنذ 200 عام وهم يتطلعون إلى وجود برلمان”. (صحيفة “اقتصاد سرآمد” الحكومية – 5 مايو 2020)

الشرق الأوسط العاجز تحت راية الولي الفقيه

ليس هناك شك في أن كاتب هذه النقاط الرئيسة المؤسفة المذكورة أعلاه لا يهلوس، حيث أن الولي الفقيه لا يفكر على الإطلاق في النظام البرلماني ونظرية الشورى المنصوص عليها في القرآن الكريم وحرية الفكر، ويعلم جيدًا أن هذه الحزمة من المفاهيم لا تتناسب في الأساس مع طبيعة نظام الملالي القروسطي.

وهذا الفكر يتعارض مع تصريح خامنئي في نوفمبر 2019، حيث قال: “إن الأمن ( يقصد الحفاظ على النظام مهما كان الثمن) خط أحمر حاسم ولا يمكن أن نتسامح في التعرض له تحت أي ذريعة”. وبناءً عليه يجب معرفة السبب في كل هذا الأسف.

وفي الواقع، من الخطأ أن نتصور أن هذه النقاط الرئيسة تُنشر في صحف الملالي من أجل إحقاق حقوق الشعب المضطهد المنكوب بالملالي. ولم يترك الكاتب أي شك في أن سبب أسفه هو فشل النظام الفاشي في جذب “الشرق الأوسط العاجز” وانضمامه تحت راية الملالي المتغطرسين المنحوسة بأقل التكلفة.

إن التدقيق في السطور السابقة من هذا المقال يزيل الغموض تمامًا ويكشف النقاب عن الغرض من مبالغة وسائل إعلام الملالي في النظام البرلماني ونظرية الشورى وحرية الفكر، وهو أن هذه التطورات (تفشي وباء كوررنا) من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من اتجاه الشعوب نحو السلطوية الصينية في الشرق الأوسط، خاصة وأن للصين نشاطا اقتصاديًا كبيرًا وكانت أكثر نجاحا في مكافحة فيروس كورونا، وغير ذلك.

ومن ناحية أخرى، ليس للصين تاريخ استعماري، والشعوب الإسلامية أقل حساسية تجاه الصين مقارنة بأمريكا والبلدان الغربية. (المصدر نفسه)

والآن يتضح السبب في مصدر ندم وقلق كاتب هذه السطور، ألا وهو فشل سياسية العمق الاستراتيجي وخلق الإمبراطورية الإسلامية، وليس الوضع التعيس وشظف العيش لأمة جائعة وعليلة ومشردة.

سياسةٌ فاشلةٌ لا نتيجة لها، على الرغم من إنفاق المليارات من الدولارات من ممتلكات ورؤوس أموال الشعب الفقير في الحفرة السوداء لسلطوية الملالي بهدف الحفاظ على النظام الفاشي. وعلى العكس من ذلك، تمكنت الصين من الدخول وضربت ضربتها وفازت.

التذكير ببعض الحقائق

كانت الفجوة العميقة بين المجتمع الإيراني الذي أطاح بنظام الشاه أملًا في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، وأفكار وتطلعات خميني الظلامية حقيقة مُحكمة وتناقضًا لا يقبل المصالحة. وبادئ ذي بدء أدرك خميني المناهض للإنسانية ذلك.

ولذلك، لم يعرف خميني وسيلة لحل هذه القضية سوى القمع. ولهذا السبب كان القضاء على المفكرين وإغلاق الجامعات بحجة الثورة الثقافية، وانتهاك حرية التعبير، والتمييز ضد المرأة والأقليات العرقية والدينية.

وكل شيء ينطوي على الحرية والثقافة سواء من قريب أو من بعيد؛ من بين التدابير التي بادر بها خميني منذ الشهور الأولى من توليه الحكم في البلاد، وسرعان ما أضفي الطابع المؤسسي على قمعهم. وعلى الرغم من القمع، لم يتمكن الولي الفقيه من إجبار الشعب على الوقوف مكتوف الأيدي.

ولهذا السبب حاول خميني في نهاية المطاف سد هذه الفجوة العميقة بشن الحرب الإيرانية العراقية، بيد أن التاريخ يشهد على أن هذه التدابير لم يكن من شأنها على الإطلاق أن تجبر الشعب على إجبار الناس على التخلي عن الطموح في نيل الحرية، لدرجة أن أبناء الوطن الشرفاء ما زالوا يصرون بعد 40 عامًا على الإطاحة بهذا النظام الفاشي.

وحاول نظام الملالي بتشكيل فيلق القدس الإرهابي بالإضافة إلى القمع والكبت غير المسبوق؛ تصدير الأزمة خارج الحدود الإيرانية من أجل إبعاد خطر الإطاحة، خاصة بعد الحرب الإيرانية العراقية.

وبهذه الطريقة، وُلد حزب الشيطان في لبنان والحوثيون في اليمن ومختلف الجماعات الإرهابية في العراق وما شابهها في فلسطين وما إلى ذلك، بتكلفة باهظة من جيوب الشعب الإيراني.

وهو منحى شجع الملالي على التلاعب والتدخل في معظم بلدان المنطقة وحتى في بلدان خارج المنطقة، في ضوء سياسة الاسترضاء المعادية لإيران التي تبنتها الدول الغربية وتغاضت عن سياسة التوسع التي ينتهجها نظام الملالي. وهكذا، تم إنفاق مليارات الدولارات سنويًا من ثروة وممتلكات الشعب الإيراني المضطهد في سياسة التوسع وتصدير الرجعية.

وعلى الرغم من هذه التدابير التي ألقت بأموال الشعب الإيراني أدراج الرياح، إلا أن الشباب والشعب الإيراني لم يقف مكتوفي الأيدي ونظموا العديد من الاحتجاجات والانتفاضات ضد الفاشية الحاكمة في البلاد على مدى سنوات عديدة.

انتفاضاتٌ تدل على وجود جذور قوية لمقاومة شرسة لا يمكن تجاهلها ولاتزال تُرى شراراتها مشتعلة في كل مكان في أرجاء الوطن بعد 4 عقود، لدرجة أن نظام الملالي لا يزال يهلل مرعوبًا بأخبار القبض على أعضائها وأنصارها بعد مرور 40 عامًا.

والدليل الواضح على هذا الادعاء هو الانتفاضات الشعبية في عام 2009 و 2017 و 2018 والانتفاضة الكبرى في نوفمبر 2019 التي قدمت 1500 شهيد يبعثون على الفخر.

نظام الملالي غير مؤمن بالحرية والشورى

والآن، بفضل المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق غرقت سفينة الملالي في الوحل ووصلت إلى القاع، وسقط أنصار نظام الملالي في نظرية حرية الفكر والشورى والديمقراطية. وهي قضايا كانت موضوع النزاع بين مجاهدي خلق والملالي الظلاميين منذ بداية الإطاحة بالشاه، ولذلك، بادر الملالي وقادة نظام الملالي بتعذيب أعضاء مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية وإعدامهم.

إن التذكير ببعض برامج السيد مسعود رجوي كمرشح لجيل الشباب في أول دورة من انتخابات رئاسة الجمهورية يسلط الضوء على القضية ويفسرها تمامًا، حيث تنطوي هذه البرامج على ما يلي:

– تشكيل مجالس شعبية لإدارة مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية.

– الاستقلال والسلامة الإقليمية وضمان سيادة الشعب الإيراني على مصيره.

– ضمان الحرية التامة للرأي والتعبير والقلم والصحافة والأحزاب وكافة الروابط السياسية والنقابية مهما كان رأيها وهدفها.

– ضمان حقوق القوميات

– ضمان المساواة في الأوضاع والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للرجل والمرأة في البلاد

– ترسيخ المساواة الإسلامية بين الشيعة والإخوة السنة والقضاء على التمييز بين جميع المواطنين الإيرانيين، بمن فيهم الشيعة والسنة وغيرهم من المذاهب والأديان الإلهية.

– الأرض للفلاح، والعمل للعامل

– ضمان الحق في العمل والسكن والمعيشة والتعليم لكافة أبناء الوطن

– مكافحة الفوضى وضمان الرفاهية الاجتماعية لجميع أبناء الوطن

بيد أنه على العكس من ذلك، أمر خميني صراحة بكسر الأقلام وقطع الألسن، وأصدر الحكم بارتكاب مذبحة قُتل فيها 30 ألف سجين سياسي معتقل، وهي جرائم مازالت مستمرة.

الندم والاعتراف بالخطأ بعد فوات الأوان

والآن بعد أن وصلنا إلى نهاية حياة نظام الملالي المخزية، وبما أن طريقة معاملة زعماء هذا النظام الفاشي مع جوع الشعب وتعرضه للأمراض لم تترك أي مجال للشك الآن في أن الحل الوحيد هو سحب البساط من تحت أقدام هذا النظام الفاشي ومحاكمة الزعيم المزيف وغيره من عناصر النظام، فلم يعد هناك فائدة من الندم والاعتراف بالخطأ.

لقد أكمل الشعب والمقاومة الإيرانية الحجة على هذا النظام اللاإنساني وسوف يطيحون بهذا النظام الفاسد والقمعي لا محالة

زر الذهاب إلى الأعلى