المعارضة الإيرانية

إنها قضية فشل نظام وليس جناح

الاحتجاجات في ايران
وكالة سولا برس – فهمي أحمد السامرائي: لم يکن تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تطورا عاديا بالنسبة للشعب الايراني والمنطقة والعالم بل کان تطورا إستثنائيا غير مسبوقا ولاسيما بعد أن إنکشف معدن هذا النظام ونهجه المثير للشبهاتإذ توضح إنه يسلك کل الطرق والوسائل من أجل الوصول الى غاياته وأهدافه بل وانه من فرط إنتهازيته وإستغلاله المفرط للفرص يمکن القول بأنه قد تفوق على کل الاساليب الوصولية وتجاوزها خصوصا وانه قد صار صاحب خبرة في إستغلال وتوظيف العامل الديني من أجل بلوغ أهدافه المنشودة مثلما برع وأجاد کثيرا في صناعة الارهاب وتصديره صارت الاوساط السياسية العالمية تعتبره الداعم الاکبر للإرهاب في العالم کله.

النظام الايراني الذي بات اليوم وبسبب من سياساته المجنونة المعادية لآمال وتطلعات الشعب الايراني والمتعارضة مع المبادئ و القيم السماوية والانسانية، يمر اليوم بأوضاع صعبة جدا تعصف به وتمسك بخناقه وتحد من تحرکاته وتضيق عليه الخناق وتضعه في زاوية ضيقة جدا بحيث يمکن الاجهاز عليه في أية لحظة، وهو أمر بات هذا النظام يدرکه ويعيه تماما ويحاول بشتى الطرق والوسائل تجاوزه وتخطيه، لکن وکما يبدو جليا أن خيارات النظام الايراني تتقلص وتقل يوما بعد آخر ولاسيما وان مخططاته وألاعيبه ودسائسه قد باتت مکشوفة ومفضوحة ومعروفة للجميع وصار العالم کله عندما يجد نفسه في قبالة أي نشاط إرهابي او إجرامي استثنائي يوجه أنظاره صوب النظام الايراني بإعتباره المستفيد الاکبر من شيوع وإنتشار الارهاب و الجريمة والعنف في العالم خصوصا وإن العمليات الارهابية التي شنها النظام ضد المقاومة الايرانية خلال العام الماضي قد کشفت معدنه الارهابي وهو کان السبب في إدراج وزارة المخابرات الايرانية ضمن قائمة الارهاب من جانب الاتحاد الاوربي، ولذلك فإن هذا النظام وأمام هکذا مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد يجد نفسه مضطرا لکي ينتهج ويسلك طرقا وأساليب جديدة من أجل النفاذ بجلده من الحساب العسير الذي ينتظره للجرائم والانتهاکات المختلفة التي إرتکبها ويرتکبها بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم بصورة خاصة والانسانية بصورة عامة.

خيارات هذا النظام المحاصر من کل الجهات والتي طفقت تقل يوما بعد آخر خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي قادتها منظمة مجاهدي خلق بجدارة، يحاول هذا النظام وبمختلف الطرق والسبل إيجاد بدائل ومنافذ جديدة لها، وهو لکي يبلغ أهدافه المرجوة يبذل جهوده لإيجاد خيارات بالامکان أن تعوضه عن الامکانيات والمساحات التي فقدها او سيفقدها مما سيعجل في مسألة سقوطه وزواله الذي صار حديث وموضوع الاوساط السياسية والاعلامية على مختلف الاصعدة، ولاسيما وإن التحرکات و النشاطات الاحتجاجية مستمرة على قدم و ساق و إن وخامة الاوضاع باتت تظهر آثارها السلبية على مختلف الاصعدة، وإن قضية التغيير في إيران صارت مطلبا ملحا وخصوصا بعد مٶتمر وارسو وباتت الانظار تتجه إليها لأن النظام الايراني قد وصل الى طريق مسدود وإن کل جناح يسعى لإلقاء تبعات المحصلة النهائية السيئة للنظام طوال الاعوام الاربعين المنصرمة على الجناح الآخر، فيما إن الشعب کله يعلم بأن القضية ليست قضية فشل جناح بل إنها قضية فشل نظام وهذا هو سر الاصرار على المطالبة بالتغيير في إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى