إصلاحات فضائية
حدیث العالم – منى سالم الجبوري:
لم يقم مرشد النظام الايراني خامنئي خلال إحتفالات رأس السنة الايرانية الجديدة بالترکيز على النهج السياسي ـ الفکري للنظام کما هو معروف وشائع عنه، بل إنه وخلافا للأعوام السابقة وللتقليد المألوف المتبع له، قد عزف عن ذلك تماما وجعل جل إهتمامه بالاوضاع الاقتصادية والعمل من أجل إصلاحها، وهو ماقد أثبت حقيقة أن الاوضاع الاقتصادية للنظام على أسوء ماتکون وهذا مايفند يدحض مزاعم النظام عموما ومزاعم خامنئي بخصوص عدم تأثر الاوضاع الاقصادية للنظام من جراء العقوبات الدولية.
خامنئي الذي قال ضمن ماقد قال في کلمته بمناسبة إحتفالات السنة الايرانية الجديدة:” لا بد للجميع أن يلتفتوا إلى هاتين النقطتين الرئيسيتين: كبح التضخم في الدرجة الأولى، أي أن يكبحوا التضخم فعلا ويقلصوه قدر الإمكان، وأن يجعلوا قضية الإنتاج تزداد تقدما. عليه، صار [شعار العام] كبح التضخم ونمو الإنتاج”! إذن خامنئي يريد كبح التضخم ونمو الإنتاج، ولکن بماذا ويتمکن نظامه الکسيح من تحقيق ذلك؟ حيث إن أهم عاملين يمکن أن يساعدا على تحقيق مايريده خامنئي هما؛ إنتهاء العزلة الدولية وفتح الافاق الدولية أمام الاقتصاد الايراني، والثاني، وجود أرضيـة داخلية مناسبة من أجل کبح التضخم ونمو الانتاج، وهو أمر يمکن القول وبثقة کاملة بإنعدامه!
غير إنه ومع الاخذ بنظر الاهمية والاعتبار ماقد سردنا ذکره آنفا بخصوص كبح التضخم ونمو الإنتاج، إلا إن هناك أمر آخر من الضروري جدا الإشارة له والوقوف عنده مليا وهو إن الحديث عن الاصلاح قد صار بالنسبة للشعب الايراني مرادفا للحديث عن الکذب والخداع واللعب باکلمات، ذلك إن الشعب الايراني الذي له تجربة مرة مع مزاعم الاصلاح والاعتدال خلال فترات حکم کل من محمد خاتمي وحسن روحاني وإفتضاح کذب وزيف تلك المزاعم، فإنه وبصورة تلقائية لن يصدق مايقوله خامنئي بهذا الصدد ولاسيما إدا ماتذکرنا بأن خامنئي قد قام خلال إحتفالات العام الايراني قبل سنة بتسويق ابراهيم رئيسي، سفاح مجزرة السجناء السياسيين، بأنه حلاوة العيد وإنه سيحقق ماکان د عجز غيره، ولکن رأى الشعب الايراني کيف إن رئيسي کان أسوء رئيس في تأريخ النظام.
الاوضاع المتفاقمة التي يواجهها النظام الايراني والتي صار من الصعب جدا إيجاد حلول ومعالجات ناجعة لها، وخصوصا الاوضاع الاقتصادية التي لها علاقة قوية بالاوضاع المعيشية للشعب الايراني، وإقتناع الشعب الايراني بأن الاوضاع المتفاقمة التي تعاني منها إيران وکما أکد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، لاحل لها إلا بإسقاط النظام وطوي صفحته الى الابد، وإن عودة الحديث عن الاصلاحات يعني عودة النظام لإجترار الکذب وليس أي شئ آخر!