Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

الرهان على سقوط النظام وليس على بقائه

الرهان على سقوط النظام وليس على بقائه
يحرص القادة والمسٶولون في النظام الايراني على التصرف دائما وفق مقتضيات مايتطلبه مصلحة النظام

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

يحرص القادة والمسٶولون في النظام الايراني على التصرف دائما وفق مقتضيات مايتطلبه مصلحة النظام ومايتعلق بضمان بقائه وإستمراره ازاء الاحداث والتطورات غير العادية، وهم في کثير من الاحيان يتجاوزون حتى مايسمونه بالخطوط الحمر للنظام، وبهذا السياق يمکن تفسير وتحليل ماقد أعلنه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، يوم الاثنين الماضي، من أنه إذا عادت الولايات المتحدة للاتفاق النووي فإن إيران مستعدة للعودة إلى جميع التزاماتها. وهو موقف أکده أيضا رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي، على إنه بادرة ضعف وتراجع من جانب النظام يأتي مع دخول الانتفاضة الشعبية الايرانية شهرها الرابع وتزايد الإصرار على المضي قدما من أجل إسقاط النظام.
من المهم جدا الانتباه الى أن النظام الايراني وبعد طول معاندة ومکابرة فارغة وعدم إمتثاله للشروط والمطالب الدولية، يبادر الى إعلان هکذا موقف تنازلي واضح، فإنه يدل على أوضاعه الحرجة في ظل الانتفاضة الشعبية الجارية والتي فشل فشلا ذريعا في إخمادها ولاسيما بعد أن أدرك بأن الانتفاضة تطلب وبإصرار إسقاط النظام ولاترضى بأي مطلب آخر، ومن دون شك فإن النظام وفي ظل عزلته الدولية المتفاقمة والتحرکات والنشاطات الدبلوماسيـة المتسمة بالحذاقة للسيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الايرانية على الصعيد الدولي ونجاحها في حشد الدعم والتإييد الدولي للإنتفاضة وعزل النظام أکثر، ويبدو إن النظام يحاول مجددا کسابق عهده من أجل الاستفادة من العامل الخارجي في تغلبه على الاوضاع الداخلية وقمع الانتفاضة من خلال الموقف الذليل الذي أعلنه کل من عبداللهيان وخرازي، لکن الملفت للنظر هنا هو التحذير المهم الذي ذکره وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في کلمته أمام مؤتمر “انتفاضة إيران في الشهر الرابع – وجهات نظر وخيارات سياسية صحيحة” حيث قال:” من الجيد أن يستيقظ العالم على وحشية النظام الإيراني، لكن لا فائدة من تفاوض الولايات المتحدة أو تعاونها مع الحكومة الإيرانية، كما تحاول إدارة بايدن حاليا” وأضاف وهو يبرر تحذيره بأدلة من الواقع:” النظام يحصد المعاناة والموت في الشرق الأوسط على حساب مواطنيه. هذا النظام متطرف في جهوده وتعصبه. هذا هو نظام وحشي. هذا النظام حكم ديني. أظهر النظام الإيراني أن قادته يستطيعون إسقاط طائرة ركاب مدنية وقتل مئات المدنيين، وهم ينفون ذلك دون تفكير. لا أمل في الاعتدال أو التعاون مع نظام يقوده هؤلاء الرجال.”، ولذلك فإن النظام وفي وضع کهذا لايمکن الثقة به أبدا خصوصا وإنه قد أثبت على الدوام کونه نظام غير جدير بالثقة ومن إنه کاذب ومخادع ولايقدم التنازلات إلا عندما يجد نفسه مضطرا لذلك.
يمکن القول بأن التفاوض مع هذا النظام والتواصل الدولي معه في ظل مايجري في إيران من إنتفاضة شعبية بوجهه، خطأ کبير لايمکن أن يغتفر أبدا ذلك إنه وبموجب المعطيات ومختلف المٶشرات لم يعد هناك من رهان على بقائه أبدا بل إن الرهان الاساسي والاکبر على سقوطه!

زر الذهاب إلى الأعلى