أهل الدار أدرى بما فيه
دنيا الوطن – غيداء العالم: الاوضاع في المنطقة وبفعل الاحداث والتطورات السياسية المتباينة في المنطقة والعالم، لم تعد تخدم النظام الايراني بل وحتى باتت متقاطعة ومتضاربة معه بالمرة، وهذا الامر قد وفر فرصة ثمينة لکي تتجرأ دول المنطقة على إتخاذ سياسات جديدة تتفق ومصالحها الوطنية والقومية ولاتخدم”بأي شکل”سياسات النظام الايراني، لکن لحد هذه اللحظة لم تبادر أية دولة الى إنتهاج سياسة جديدة تتعارض مع سياسات النظام الايراني، بل والانکى من ذلك انها مازالت تنتظر کسابق عهدها.
أما الدول الغربية التي طالما زعمت أنها تقف بوجه النظام الايراني وتعمل على تحجيم و تحديد نشاطاته”النووية”، وخاضت وتخوض معه غمار مفاوضات لاأول لها ولا آخر من أجل السيطرة على برنامجه المشبوه بإعتراف الجميع، لايبدو لحد الان انها حققت شيئا سوى إتفاق نووي تم رفضه من جانب أهم طرف وهي الولايات المتحدة الامريکية، ذلك إن الاتفاق النووي ليس لم يحقق أية نتيجة فحسب وانما کان أيضا لصالح النظام الايراني الذين يبدو إنهم يعرفون جيدا کيف ومتى يمارسون عمليات خداعهم وتمويههم مع الدول الغربية خصوصا والمجتمع الدولي عموما.
أهل الدار أدرى بمافيه، ومن هذا المنطلق، فإن المعارضة الايرانية القائمة ضد نظام ولاية الفقيه، هي بمثابة”سيد العارفين”، بالنسبة لنقاط ضعفه وفيما يجب الاقدام عليه ضده من أجل دفعه للرضوخ للشروط والمطالب الدولية، ويقينا ان کل طرف إيراني معارض لايعني بالضرورة کونه طرفا فعالا ومؤثرا على الساحة الايرانية، فهناك العديد من الاحزاب والتنظيمات والاتجاهات السياسيـة الايرانية المعارضة لکن ليس لها أي دور او نشاط يذکر على الصعيدين الداخلي والخارجي، في حين ان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وطليعته منظمة مجاهدي خلق يمثل النموذج الامثل والاصدق للمعارضة الايرانية الفاعلة والمؤثرة على أرض الواقع، وان المواقف والتصريحات الصادرة عن هذا المجلس فيما يتعلق بالنظام الايراني والسياسة التي يجب إتباعها ضده إقليميا ودوليا، قد رسمت في خطوطها العامة والخاصة خارطة طريق واضحة جدا للسيطرة على هذا النظام ودفعه بالاتجاه الذي يخدم مصالح شعب إيران وشعوب المنطقة والعالم، لکن ظلت دول المنطقة والدول الغربية تنأى بنفسها بعيدا عن خارطة الطريق الخاصة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومازالت تصر على المراهنة على إنتهاج ذات السياسات السابقة التي أکل عليها الدهر وشرب.
ان الدور البارز و المؤثر الذي لعبه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في کشف ودحض سياسات و مخططات النظام الايراني، قد دفعت بهذا النظام الى إتخاذ سياسة خاصة جدا ضد هذا المجلس وبلغت هذه السياسة ذروتها على أثر المخططات الارهابية الاخيرة التي وضعها النظام ضد المقاومة الايرانية والتي تم کشفها خلال العام الماضي في البانيا وفرنسا والدانمارك وأمريکا وفضحت أمام العالم النظام من جانب کما أثبتت من جانب آخر قوة دور وتأثير المقاومة الايرانية على الاوضاع في إيران وکونها اللاعب الاقوى والبديل المرجح والذي ليس هناك من يجاريه.