المعارضة الإيرانية

أزمة متفاقمة ونظام عاجز

الاحتجاجات فی ایران
N. C. R. I : الازمة الحالية التي يواجهها النظام الايراني والتي تراها معظم الاوساط السياسية الدولية وحتى الاوساط الحاکمة في طهران بأنها الاسوأ والاصعب التي تواجه هذا النظام منذ قيامه ولعل أخطر مافيها إنها تزداد تفاقما وتعقيدا من دون أن يمتلك النظام أية بدائل أو خيارات لمواجهتها والانکى من ذلك إن أذرعه في بلدان المنطقة والتي کان يستخدمها کأدوات لتنفيذ مخططاته أو تحقيق أهدافه، صارت تشکل اليوم ثقلا کبيرا عليه بعد إشتداد أزمته المالية وعدم تمکنه من الصرف على هذه الاذراع کما کان الحال في الاعوام السابقة.

الازمة الخانقة التي تعصف بالنظام وتهدد الاسس التي يقف عليها، تزداد وطأتها وثقلها وتأثيرها السلبي على النظام مع إرتفاع درجة التوتر والاضطرابات في الداخل من جراء الآثار والتداعيات الناجمة عن إنتفاضة 15 نوفمبر، کما إنها تزداد تعقيدا وصعوبة مع عدم تمکن حسم إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني وإزدياد تضييق الخناق على قوات حرس النظام وعملائه المتواجدين في سوريا، وإن إزدياد عدد التصريحات النارية ذات الطابع العنتري، يٶکد ضعف وعجز النظام في التحرك عمليا من أجل کبح جماح التأثيرات السلبية التي ذکرناها.

مع إن النظام يرکز کثيرا على الاخطار والتهديدات الداخلية والخارجية التي تواجهه، لکنه ينظر دائما وبصورة مستمرة وقلق متزايد الى تحرکات ونشاطات المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، ففي الداخل، يواجه النظام مشکلة معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق ومجالس المقاومة التي تواصل نشاطاتها وتحرکاتها وفعالياتها المضادة للنظام، والاخير يعلم جيدا بأن هذه النشاطات المستمرة والمتواصلة لن تذهب سدى وإنها ستثمر عن مفاجأة جديدة صادمة له کما حدث مع إنتفاضة 15 نوفمبر حيث کانت ثمرة نشاطات وتحرکات هذه المعاقل ومجالس المقاومة، والذي يقلق النظام ويزيد من توجسه وخوفه أکثر من أي وقت آخر هو إن الارضية والاجواء في سائر أرجاء إيران تعتبر خصبة جدا لهکذا نشاطات.

قدرة النظام على مقايضة أعدائه الخارجيين وتقديم تنازلات موجعة لهم تصطدم هذه المرة بجدار المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق التي تقف لها ندا وتراقب کل مايبدر عنه عن کثب، ولأن الاطراف الخارجية تأکدوا من ضعف النظام وعجزه الکبير بسبب من الاوضاع الداخلية الصعبة التي يواجهها، فإنهم ووفقا لذلك يطالبون النظام بتنازلات أکبر من السابق بحيث إن إستجابته لها ستقصم ظهره ولاسيما المتعلقة منها بتحسين أوضاع حقوق الانسان وإنهاء تدخلاته في بلدان المنطقة، والذي يزيد ويضاعف من ليس من قلق النظام فحسب وإنما خوفه هو تزايد الثقة الدولية بالمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق والتعامل معها کأمر واقع أو کطرف أساسي من المعادلة الايرانية، وهو يعلم جيدا کما إن خطوته التي إتخذها برفع أسعار البنزين قد جلبت وبالا عليه، فإنه واثق من أن أية تنازلات کبيرة سيقدمها لخصومه من شأنها أن تشعل الارض مجددا تحت أقدامه وتخلق أوضاعا يستحيل عليه هذه المرة أن يخرج منها سالما.

زر الذهاب إلى الأعلى