Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

التغيير الذي لامناص منه

سعاد عزيز
صوت كردستان – سعاد عزيز: لاتجد في إيران اليوم مايوحي على أجواء طبيعية وعادية فکل الامور توحي بأن هناك ثمة شئ غير عادي قد يحدث في أية لحظة، وعندما تتطلع في وجوه أبناء الشعب تجد العيون يتطاير من شرر الغضب والسخط فيما يبدو النظام في حالة ترقب وإستنفار وکافة الاجهزة الامنية تکاد أن تکون في حالة إنذار،

الفقر والجوع والحرمان في سائر أرجاء البلاد، التقارير تتوالى وهي تنقل أنباءا عن إنخفاض قيمة العملة الوطنية الى مستويات قياسية وأخرى تتحدث عن کون 60% من الشعب يعيشيون تحت خط الفقر، هکذا هي الاوضاع الجارية اليوم في إيران في ظل حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وکل التقديرات تؤکد من إنها سائرة ومن دون أدنى شك نحو الاسوء.

في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يزعم من إنه نظام نموذجي يصلح لکل زمان ومکان ومناصر للفقراء والمحرومين، فإنه وبعد مرور أربعة عقود على تأسيسه، فإن مختلف الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية وبإعتراف قادة و مسؤولي النظام أنفسهم بالغة السوء وإن المراقبين السياسيين يشددون على إن النظام يواجه أزمة خانقة لم يسبق أن واجه مثيل لها منذ تأسيسه، ووجه الخطورة التي يواجهها في هذه الازمة، يکمن في الانتفاضة الجماهيرية التي إندلعت بوجهه منذ 28، ديسمبر/کانون الاول الماضي والتي لازالت آثارها وتداعياتها مستمرة، خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق، البديل السياسي ـ الفکري للنظام يقف مع الشعب في هذه الانتفاضة ويناضل جنبا الى جنب معهم من أجل الحرية والديمقراطية.

دخول النظام الايراني والبلاد في أزمة خانقة على کافة الاصعدة، أکبر شهادة عملية تؤکد فشل وإخفاق النظام و عدم نجاحه في إدارة البلاد بعد 40 عاما من الحکم، ولئن کان هذا النظام يستطيع في الاعوام الماضية التغطية والتستر على الکثير من عيوبه ونواقصه، فإنه لايتمکن من ذلك لأن الاوضاع تخطت الحدود المألوفة وصارت في منطقة الخطر، ويبدو واضحا من إن ماکانت منظمة مجاهدي خلق تؤکد عليه من معلومات مختلفة عن داخل إيران خلال الاعوام السابقة، کانت کلها صحيحة خصوصا عندما يشير معظم قادة النظام الى إن الذي قاد بالاوضاع الى هنا هو تجاهل الاوضاع السلبية خلال الاعوام السابقة وعدم التصدي لها بروح الحرص والمسؤولية، تماما کما کانت منظمة مجاهدي خلق تقول.

کل شئ في إيران، في سائر أرجاء إيران يشير الى إن الاوضاع تسير بإتجاه رسم نهاية النظام، حيث صارت الحياة جحيما لايطاق وحتى إن الکثيرون من الذين يقفون الان ضد النظام کانوا الى الامس إما مع النظام أو على الحياد، غير إن سوء و وخامة الاوضاع قد دفعت الجميع الى التحرك من أجل التغيير، ولاسيما عندما يعترف روحاني بنفسه بأن الاوضاع الاقتصادية التي تعصف حاليا بالنظام لايمکن أبدا معالجتها من دون دعم، وواضح إن الدعم سيکون فقط عند رفع العقوبات الامريکية وقرارات أخرى مشابهة لها، لکن ذلك هو أشبه بالمستحيل مالم يقدم النظام تنازلات ليس موجعة فقط وانما قاصمة لظهره أيضا!

زر الذهاب إلى الأعلى