Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

شعب قد نفذ صبره

 محمد حسين المياحي
بحزانی – محمد حسين المياحي: بعد التصريحات الاخيرة التي أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاغوس بشأن مذبحة عام 1988، والدعوة التي وجهتها من أجل تشکيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في تلك المجزرة ورفضها لرواية النظام بشأن إن الدافع لإرتکاب تلك المجزرة کان لعامل الخوف من آثار وتداعيات عمليات”الضياء الخالد”،

وبعد بدأ محاکمة الديبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته في بلجيکا بتهمة الاعداد لتنفيذ مخطط إرهابي ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، فإن النظام الايراني يشعر بحالة غير عادي الخوف والقلق خصوصا وإن هذين التطورين يعززان ويقويان موقف المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق ضد النظام ويشد أکثر من أزر الشعب ويضاعف من معنوياته بوجه النظام.

إيران التي شهدت خلال فترة حکم النظام الحالي العديد من الانتفاضات والحرکات الاحتجاجية التي کانت أبرزها الانتفاضتان الاخيرتان، والتي تم خلالهما إحراق وتمزيق صور المرشد الايراني الاعلى وإطلاق شعارات معادية للنظام وللمرشد الاعلى ذاته، يبدو أنها لاتميل للإستقرار والهدوء وتسير صوب التصعيد بوجه السلطات ولايمکن القول بأن الاوساط الايرانية الحاکمة قد تفاجأت او تتفاجأ بهذا التصعيد، بل وحتى إن القادة والمسٶولون في النظام يحذرون علنا من إبنفجار الاوضاع خصوصا بعدما تيقنوا من إن صبر الشعب الايراني على النظام قد نفذ تماما، لکن الملاحظة المهمة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، ان إيران اليوم هي غير إيران السنوات السابقة تماما، حيث أن القبضة الحديدية لم تعد تمسك بزمام الامور کما کان العهد معها سابقا، وانها اليوم تواجه مشکلة حقيقية أمام هذه التطورات الاستثنائية التي تحمل معها مٶشرات تغيير کبير مرتقب.

النظام الايراني ومنذ تأسيسه قبل أربعة عقود، إلتزم بنهج رکز على قمع الشعب الايراني ومصادرة حرياته الى جانب تصدير التطرف الديني والارهاب والتدخل في دول المنطقة والسعي لإمتلاك القنبلة الذرية من خلال برنامجه النووي المثير للقلق، وان هذا النهج قد کلف الشعب الايراني الکثير وجعله يدفع ثمنا باهضا على حساب معيشته و أوضاعه الاجتماعية و مستقبل أجياله، حيث أن هذا النهج قد أدى الى أن يصبح أکثر من 60% من الشعب الايراني تحت خط الفقر کما يٶکد قادة النظام ذلك، والواضح أن هذا الشعب لم يعد بإمکانه الصبر أکثر من هذا ولذلك فإنه يرد وفي أية واقعة او قضية الصاع صاعين للسلطات الحاکمة.

ليس مهم مايحدث، وليست المشکلة في أحداث کانت في الاعوام السابقة تمر مرور الکرام، انما المشکلة مع الصبر الذي نفذ تماما لدى الشعب الايراني حيث لم يعد هنالك في صدره متسعا من الحلم والتحمل بل انه قد أصبح في أمس الحاجة للتنفيس عن غضبه الکبوت وإشعال النيران تحت أقدام النظام الذي قاده الى هذه الاوضاع البائسة.

زر الذهاب إلى الأعلى