Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

زلزال الرعب

منى سالم الجبوري
بحزانی – منى سالم الجبوريقد لا يحبني أحد ولكن إذا أحب إيران، فعليه أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع. لذلك كل من يحرص على إيران وأمن البلد، وكل من يحب معالجة المشاكل والعمل الصحيح لانتخاب الصفوة، فعليه المشاركة في الانتخابات” هکذا خاطب الارشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الشعب وهو يسعى من أجل حثهم على المشارکة في الانتخابات التشريعية المقبلة،

لکن الذي يثير السخرية کثيرا هو إن کلام خامنئي هذا يأتي بعد أن قام مجلس صيانة الدستور الخاضع لخامنئي ذاته بإقصاء 90 نائبا من الأعضاء الحاليين في مجلس الشورى(برلمان النظام) ومعظمهم كانوا أعضاء لثلاث دورات في المجلس حيث تم رفض أهليتهم، کما إنه وفي 170 دائرة انتخابية كل المرشحين هم من جناح خامنئي كما أن في باقي الدوائر الانتخابية تم إقصاء المرشحين البارزين في جناح روحاني، وبذلك فإن جناح خامنئي سيضمن في النتيجة 260 كرسيا، فيما لايحصل الجناح الآخر سوى على 30 کرسيا فقط. هذا التطور الملفت للنظر يأتي بعد التأثيرات والانعکاسات غير العادية التي ترکتها إنتفاضتا 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، و11 يناير/کانون الثاني2020، واللتان کانتا تهدفان الى إسقاط النظام بوضوح لالبس عليه، وهذا مأصاب النظام بزلزال رعب غير مسبوق أجبر المرشد الاعلى والذي يختصر النظام في شخصه الى الاقدام على هکذا إجراء.

قادة النظام الذين يسعون للإيحاء بأن الاحتجاجات ليست لها من أي جانب سياسي وإنها ذات بعد إقتصادي ومعيشي کما روجوا قبلا لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون لاول2017، على الرغم من إنه قد تم رفع شعارات معادية للنظام ولعل أبرزها شعار“الموت للديکتاتور“، وشعارات أخرى نظير(الموت لخامنئي والموت لروحاني)، لکن يبدو إن الانتفاضتان الاخيرتان اللتان حدثتا قد فندتا ودحضتا هذا الرأي السقيم لقادة النظام.

إنتفاضتا 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، و11 يناير/کانون الثاني2020، لم تکونا إنتفاضتان تقليديتان بحيث يمکن للنظام أن يتخطاهما بسهولة، خصوصا بعد أن صار واضحا الدور الريادي لمنظمة مجاهدي خلق في کلاهما، وهو مايعني بأن الانتفاضتان تسيران في طريق واحد ولهما أهداف واضحة المعالم تتجلى في العمل من أجل تغيير النظام عبر إسقاطه، وإن القادة والمسٶولين الايرانيين عندما يدعون کذبا بأن ليس هناك من جانب سياسي للإحتجاجات الشعبية وللإنتفاضات المندلعة ضدهم فإنهم يمنون أنفسهم بکذب فاضح على أمل إنقاذ النظام من أزمته القاتلة بعد أن صار معلوما بأن الشعب الايراني يطالب بمنتهى الصراحة بإسقاط النظام وهو بذلك يعلن تمسکه بنهج منظمة مجاهدي خلق من إن لاسبيل لمعالجة الاوضاع المتردية في إيران إلا عن طريق إسقاط النظام.

التناقض والتضارب في التصريحات والمواقف الصادرة من جانب القادة والمسٶولين بعد الانتفاضتين الاخيرتين، يغلب عليها تخبط واضح وهو يدل على عدم إستقرار أوضاعهم النفسية وإحساسهم بأن الخطر يحدق بهم من کل جانب، خصوصا بعدما صار واضحا لهم بأن منظمة مجاهدي خلق قد نزلت الى الشارع الايراني وهي تقارعهم وتبذل مابوسعه من أجل التسريع في عملية القضاء عليهم وتخليص الشعب منهم، ولذلك فإن النظام الايراني القائم أساسا على الديکتاتورية المحضة، فإنه صار يجد نفسه مضطرا أن ينزع عن نفسه رداء الاعتدال ويکشر عن أنيابه ويظهر بوجهه الحقيقي أمام الشعب الايراني والعالم.

أيام قادة النظام الايراني لم تعد کالسابق خصوصا بعد أن تقطعت بهم السبل وصاروا محاصرين من کل جانب، ولم يعد بإمکانهم المزايدة والمناورة فقد قضي الامر وصارت الامور کلها واضحة وتحت شعاع الشمس الساطعة، ولذلك فإنهم عندما يتخبطون في تصريحاتهم ويتزايد خوفهم وقلقهم فإن ذلك دليل واضح على إن نهايتم قد صارت قريبة فعلا ولاسيما وإنهم لايملکون أية خيارات من أجل معالجة الاوضاع وإضفاء شئ من التغييرات الايجابية عليها، وهذا مايجعلهم يشعرون بأن المستقبل لم يعد آمنا لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى