وكالة سولا برس – هناء العطار: في بعض المنازل التي غمرتها المياه، تم قطع الكهرباء ولكن الناس باقين. الكهرباء مقطوعة في القرى كل القرى لأن أسلاك الكهرباء سقطت. هناك مشكلات كثيرة. ليس هناك إدارة، لا يتجرأ مسؤول حكومي الذهاب إلى هناك. والناس متمردون ومستائون جدا. إني تمكنت بالحيلة من الإفلات من أيديهم. انهم غاضبون وساخطون جدا. وضع الناس مزر ومأساوي للغاية.”، هذا هو کلام أحد قادة الحرس الثوري الايراني عند زيارته لمنطقة”بل دختر”المنکوبة بالسيول وهو يتحدث هاتفيا مع قائد أعلى رتبة منه ويشرح الاوضاع الصعبة هناك ومدى کراهية الشعب لهم بسبب دوره السلبي.
طوال 40 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يکن هناك أبدا مايمکن أن يربط ويجمع بين الشعب والنظام في صف وخط واحد بل کان هناك وعلى الدوام إختلافات وتناقضات بسبب من نهج النظام وسياساته التي کانت تتجه دائما بسياق لايمکن أبدا أن يخدم مصالح الشعب وأجياله القادمة، وإن تجارب الشعب الايراني بهذا الصدد کثيرة جدا ولايمکن عدها وحصرها في هذا المجال الضيق أبدا، ولذلك فإن السيول الجارفة الاخيرة التي إجتاحت 28 محافظة إيرانية، قد کانت أکبر شهادة موثقة بخصوص إنفصام عرى العلاقة بين الشعب والنظام الى الابد.
هذا النظام الذي عمل على تقديم الوعود والعهود المعسولة للشعب الايراني في حال إبرام الاتفاق النووي وإن کل شئ سيتغير، لکن الذي جرى هو إن النظام قد قام بصرف المليارات التي أعادتها إدارة الرئيس الامريکي السابق على مشاريعه ومخططاته وعلى أجهزته القمعية ولم يقم بصرفها على الشعب الذي کان في أمس الحاجة لها، ومن هنا فإنه وهو في محنته ومصيبته الحالية فإنه يعلم جيدا بأن هذا النظام الذي عاش منذ تأسيسه کعالة عليه وقام بسرقته ونهبه، لايمکن أبدا أن يقدم أي شئ له سوى الکذب والخداع والوعود الفارغة، ولذلك فإنه غير مستعد لإستقبال الکذابين وحتى إن روحاني عندما ذهب لزيارة مناطق منکوبة فإنه ذهب محاطا بأطواق من الحماية الخاصة به ولم تکن زيارته سوى أحد ألاعيب النظام.
خوف النظام الايراني من الشعب والذي يتزايد يوما بعد يوم، هو خوف صار يفرض نفسه بقوة، ذلك إن الشعب الايراني وفي الوقت الذي أعلن فيه عن عدم ثقته بالنظام وأکد ذلك روحاني بمنتهى الوضوح، فإن النظام يلاحظ جيدا بأن الشعب قد صار يثق ثقة مطلقة بمنظمة مجاهدي خلق خصوصا بعد أن لمس مدى إخلاصه وصدقه وشفافيته في نضاله من أجل الحرية ضد النظام.